#7نيسان_ميلاد_امة

اخر الاخبار

الأربعاء، 6 مارس 2019

صلاح المختار فرصونيا



فرصونيا 

صلاح المختار


 اتابع ما يقال عن مؤتمر واشنطن كما تابعت ماقيل ويقال عن مؤتمر مشيجن ، والمتابعة الهادئة خير وسيلة لكشف الاسباب التي تجعل امرا ما موضع صخب وجدل تخترقه اساليب نابية ومستهجنة مثلما يسمح بالتقرب العملي من العمل المطلوب ، فنحن نتعامل مع مصير ملايين العراقيين والعرب الذين يواجهون الموت الزؤام في كل دقيقة ،ولهذا فما يقال يجب ان يكون مقيدا بمستلزمات الواجب الوطني العراقي والالتزام القومي العربي.ولذلك يجب ان اسجل ملاحظاتي حول الموضوع : 1-(السياسة فن الممكن) هذه قاعدة بداهة معروفة في كل العالم والفن هنا هو انك يجب ان تعرف كيف تلتقط من غابة الاشجار الكثيفة الثمرة المطلوبة والتي تحتاجها من بين الاف الثمرات المتشابهة ولا تخلط بينها كي لاتموت جوعا وبدون التعرض لسموم موجودة في بعض الثمار، والنجاح في هذه الحالة يتوقف على الخبرة فحتى الببغاء في الجو تعرف الدواء عندما تمرض وتذهب اليه وتلتقطه بدقة فتشفى فكيف عندما يكون على البشر معالجة كوارث طاحنة لم تبقي الا الخراب والمقابر ؟ هل يجوز للبشر وهو يواجه كوارث هائلة ان يكتفي بالتفرج وانتظار معجزة تأتيه من دون عمل ؟ وهل يجوز في اجواء كوارث مصطنعة مثل حالتنا في الوطن العربي كله خصوصا في بؤر الدم والدموع العراقية والسورية واليمنية والليبية والاحوازية توقع معجزات خارقة بدون عمل ومبادرة ؟ الجواب الوحيد هو كلا فعلى الانسان مثل باقي مخلوقات الله الاقل ذكاء منه الببغاء ان يعرف اين يعثر على الدواء فيذهب الى مكمنه بلا تردد مع الحرص الشديد على الانتباه لعدم ارتكاب خطأ التقاط الثمرة السامة وهنا تظهر خبرة ومبدأية الانسان . 2-وقلنا منذ الشهور الاولى للغزو باننا لانرفض الحل السلمي سواء كان كاملا او خطوة على طريق الافضل مادام ذلك يقلص من معاناة شعبنا ولا يجبرنا على التنازل عن الثوابت الوطنية والقومية ، وهذا ما فعلناه طوال 15 عاما فشاركنا في مبادرات ومؤتمرات ،واتفقنا واختلفنا من منطلق ستراتيجيتنا القطرية المؤطرة بستراتيجيتنا القومية. وفي كل مشاركاتنا وحواراتنا كنا نبحث عن حل لكوارث العراق والامة مع التمسك بمبدأين :المبدأ الاول هو التمييز بين الحل الجذري وهو طموحنا والحل المرحلي وهو خطوة على طريق الحل الجذري تخفف من المخاطر والمعاناة وتوفر البيئة المناسبة لخطوات افضل نحو الحل الجذري بعد ان يتمتع الشعب وقواه الوطنية بنوع من الانفراج . واستنادا لذلك فاننا كنا نطالب برفع الاجتثاث والغاء كل قوانين التقييد والاضطهاد المادي والمعنوي والطائفي ونضع شروطنا وفقا لذلك فنوافق او نرفض تبعا لها، وفي عام 2014 برز خيار اخر الى جانب المقاومة المسلحة في حل ازمة العراق بعد ان انكشفت كل جوانب العملية السياسية الفاسدة والمفسدة والتي لا امل فيها ولا حل ينتظر منها فطرح حزب البعث العربي الاشتراكي المشروع الشامل لحل مشكلة العراق وفيه اقترح عقد مؤتمر دولي للمصالحة الشاملة بشروط واضحة وابرزها تجاوز ما ترتب على الاحتلال والغاء قوانينه الجائرة وبضمانات دولية واضحة رغم قناعتنا بان اكثر الاطراف رأت فيه انهاء لدورها التخريبي فرفضته ،لم نترك الفرصة تمر على الاقل للوصول للمزيد من الكشف لجهات كثيرة .وهذه المطالبة لم تكن هي الحل النهائي بل كانت خطوة على طريقه فحينما يعود ملايين الناس لوطنهم ولبيوتهم ولوظائفهم وتتوقف عمليات الاعدامات والاعتقالات والتعذيب ويسود القانون كلا او جزء فان نوعية التفكير تتغيير حول الاهداف وكيفية الوصول اليها . 3-الان ثمة تتوفر فرصة ربما يؤدي اغتنامها الى ازاحة جزء من الاحتلال الايراني للعراق وهو المرجح ،او كله وهو الاحتمال الضعيف ، بواسطة من جاء به وهي امريكا فقد تغيرت المرحلة بعد ان حققت اسرائيل الشرقية اهم ما في دورها المرسوم لها في تدمير العراق دولة واحداث شروخ في مجتمعنا واضعاف الهوية الوطنية لصالح الهويات الفرعية خصوصا الطائفية والعنصرية ، فحان وقت قطف امريكا ثمار عمل نظام الملالي والعودة الرسمية للامساك بالعراق كثمن لما قدمته من خسائر بشرية هائلة ومادية لايمكن لامريكا ان تتخلى عنها ابدا لصالح اسرائيل الشرقية ،وهنا تبرز امكانية ربما تكون قابلة للتحقق للتنفس براحة اذا ازيحت اسرائيل الشرقية ولو جزئيا برفع الاجتثاث وايقاف تفريس العراق ومنح العراقيين حقوقهم. هل يوجد عراقي عاقل معذب يرفض عودته للعراق بعد تهجير قسري ؟ وهل يوجد عراقي واحد يرفض انهاء العزل السياسي والحرمان المادي بالفصل من الوظيفة ؟ وهل يوجد عراقي لديه ولو حد ادنى من الخبرة يرفض بديلا سياسيا فيه نوع من الامن والاستقرار والتخلص حالة الارهاب الدموي وسيادة الميليشيات ؟ الجواب كلا فنحن البعثيون مثل كل القوى الوطنية عشنا تحت ظل مختلف الانظمة ومارسنا دورنا بالمشاركة فيها احيانا مثلما حصل في عهد قاسم قبل ردته حيث كنا طرفا حكوميا في اول حكومة بعد اسقاط النظام الملكي ،وتحولنا للنضال ضده في مجتمع مستقر وهادئ فيه ضوابط ولو نسبية ومحدودة في التعامل مع البشر مقارنة بحالتنا في ظل الاحتلال الايراني الذي جعل قاسم سليماني وعصاباته تتحكم بالعراقيين وفقا لاحقاد متطرفة فمارست القتل والاغتصاب والتهجير للملايين. 4-اذا اخذنا كل ذلك بنظر الاعتبار يصبح تعاملنا مع فرصة بروز امكانية حل جزئي ومرحلي متمثلة في توجه امريكا للامساك بنفسها مباشرة بالعراق وفرض نوع من الاستقرار الذي تحتاجه الشركات الامريكية للعمل في العراق وليس حبا بالشعب العراقي، فكما ان النظام السياسي في امريكا يحترم قوانينه الخاصة بحقوق الامريكيين من اجل ان تعمل الشركات في بيئة مناسبة من الاستقرار والامن فان امريكا تتجه الان كما يبدو لفرض نوع من الاستقرار الخادم لمصالحها الستراتيجية وهي كلها تتمحور حول الاستثمار الرأسمالي، وطبعا هذا لن يتحقق الا بانهاء ظاهرة ازدواجية التأثير في العراق وانفراد امريكا بالدور الحاسم بينما تبقى اسرائيل الشرقية محددة بمتطلبات المصالح الامريكية في العراق والمنطقة كلها . هل توجد ازدواجية تأثير ونفوذ في العراق؟ الجواب البسيط والواضح ايضا هو نعم فما ان كلفت امريكا اسرائيل الشرقية في عام 2011 باكمال اهداف غزو العراق وانسحبت عسكريا وبقيت امنيا حتى شرعت اسرائيل الشرقية بالعمل على تجذير نفوذها وتحويله الى احتلال كامل ليكون في فترة ما اقوى من التغلغل الامريكي لكن امريكا ليست كما قلنا مرارا ليست جمعية خيرية تقدم لنظام الملالي فائدة بلا ثمن فأخذت تعمل على فرض سيطرتها الكاملة على العراق تدريجيا وبهدوء وانهاء الازدواجية. 5- من يريد ان يفهم موقفنا من مؤتمر مشيجن ومؤتمر واشنطن عليه اخذ كل ما سبق بنظر الاعتبار ، فهما فرص قد تثمر وقد لاتثمر والاثمار هنا نسبي وما نقصده تحديدا هو اننا اذا نجحنا في الغاء اجتثاث البعث وانهينا القوانين الجائرة سواء تلك التي فرضتها امريكا بعد الاحتلال او التي فرضها قاسم سليماني خصوصا عودة الملايين لوظائفهم وتوفير ضمانات بالامن والامان والاستقرار وايقاف عملية التغييرات السكانية سواء جذريا او جزئيا فاننا نحقق خطوة مهمة الى امام على طريق انقاذ العراق وشعبه . فما الضير في ذلك ؟ نحن لن نقدم نتازلات لسبب بسيط جدا وواضح وهو ان من يقدم تنازلات هو من يريد الحكم او المشاركة فيه ونحن قلنا على لسان الرفيق الامين العام للحزب عزة ابراهيم باننا (لانريد السلطة ونضعها تحت اقدامنا) وكل ما نريده هو انهاء الحالة الشاذة او على الاقل التخفيف منها كمرحلة انتقالية لابد منها . فاذا نتج عن مؤتمر واشنطن موقف ايجابي تجاه العراق حتى ولو بحدود دنيا وهي التي حددناها فمرحبا بذلك وان لم يثمر فانه مثل كل الحوارات والمؤتمرات السابقة يدخل تاريخ ما حصل بدون نتيجة ملموسة الا زيادة مساحة الوعي بمشروعية انقاذ العراق وضرورته القصوى . 6- اننا في حزب البعث العربي الاشتراكي لدينا اراء وملاحظات سلبية كثيرة ونختلف فيما بيننا داخل حول الكثير من الامور ولكننا عندما نصل لرأي تقرره الاغلبية نلتزم جميعا بلا ابطاء وننفذه بدقة ، وهذا احد اهم اركان الديمقراطية بمختلف اشكالها،فنحن لسنا فردا يقول ما يشاء ويعمل ما يريد بقرار فردي بل نحن حزب ثوري فيه الاف الناس ومئات الكوادر والاف المناضلين ومن حق كل واحد ان يكون له رأي ولكن ولكي يعمل الحزب بنجاح يجب ان يكون رأي الجماعة وليس الفرد هو الحاكم في النهاية ،وهذه القاعدة هي الضامن الرئيس لتهذيب السلوك الانساني وضبطه واطفاء النزوات والنزعات الفردية وسد نواقص التفكير .ما نتوقعه من كل عراقي حريص على انقاذ العراق ان لايضيع اي فرصة تتاح لانقاذه سواء بحل الحد الاعلى وهو مطلبنا الاساس،او بحل الحد الادنى الذي يخفف معاناة العراقيين وهو مطلب الناس العاديين ،اما اذا ثبت بان تلك الفرصة كانت سرابا فالعمل يستمر للوصول الى نهاية النفق المظلم لنرى النور وهو انقاذ العراق دون فقدان الفرص وهذا هو ما فعله الثوار والمناضلين في العالم ماضيا وحاضرا .

Almukhtar44@gmail.com

6-3-2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus Shortname

الدكتور المهندس اكرم// ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد

ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد ...................................................... الدكتور المهندس اكرم// ...