#7نيسان_ميلاد_امة

اخر الاخبار

الاثنين، 18 فبراير 2019

جومرد حقي إسماعيل البعث قادم بكم ولكم



البعث قادم بكم ولكم
 جومرد حقي إسماعيل


 الشارع العراقي اليوم مهتم ومتابع للأخبار التي ظاهر مفادها هو التغيير القادم للعملية السياسية في العراق والمتمثلة بحكومة العمالة الصفوية الأمريكية تلك التي كانت الذراع الأخطبوطي في تدمير العراق وبُناه التحتية وصناعته الاستراتيجية ومساحاته الزراعية الواسعة ، وقتل شعبه بنزعات طائفية وعرقية وعنصرية ومناطقية ، وتهجير أكثر من عشرة ملايين عراقي خارج الوطن وملايين أخرى نازحة على أرض العراق يئنّون من ظروف حياتية مهلكة ، ناهيك عن ابتلاء العراقيين بمخططات التجهيل والتفقير وانتشار الأمراض والأوبئة وإمعان حكومة العمالة الصفوية في ترسيخ ذلك من خلال منع أية مبادرة دولية ومحلية لانتشال العراقيين وإنقاذهم من هذه الآفات ، ويحق لنا القول : أن الذي يعيش في العراق اليوم ليس عنده غير شمة الهواء التي يشهقها ليحفظ بها جريان الدم في عروقه وديمومة حياته الفانية أصلاً في ظاهر معيشته ، لا ماء ( في بلد النهرين ) ، لا كهرباء ( في بلد الثراء والسدود ) ، لا وقود ( في بلد البترول ) ، فكل شيء معدوم وكأنهم جعلوا من العراق محصوراً في منطقتهم الخضراء المشبوهة ولا عيش خارجها . كل ذلك ، جعل من شعب العراق يترقب اليوم الذي يتخلص به من هذه الزمرة العميلة المجرمة التي سرقت أموال العراق وحقوق شعبه ، وصار التمني بعودة حزب البعث العربي الاشتراكي يخالج سرائر جماهير العراق الأبية وبات مطلباً يجتمع عليه العراقيين لما عرفوه عن عدالة دولة البعث قبل الاحتلال عام ألفين وثلاثة ، وتلك الخدمات التي كان ينعم بها شعب العراق في ظل حكومته الوطنية مع حالة الأمن والآمان التي كان ينعم بها قبل الاحتلال وتسليم زمام أمور البلاد إلى الإجرام الصفوي المجوسي الفارسي . إن حزب البعث العربي الاشتراكي ، حزب جماهيري ، هو من الشعب وإلى الشعب ، وأن الجماهير هي أداة البعث وغايته ، وهذه ثوابت في مبادئ البعث العظيم وقيمه ومنهجه الثوري ، فإذا ما كتب الله للبعث نصره المبين وعودة لقيادة العراق مع أهله وجماهيره الثورية التي جاهدت واجتهدت على مدى ستة عشر عاماً من عمر الاحتلال أعطت خلالها كوكبة من رجاله وشبابه شهداء في سبيل الله ومن أجل تحرير الوطن ، فإن ديدن البعث سيتركز في رفع الحيف عن شعب العراق وتأمين حياة حرّة كريمة آمنة مطمئنة له . إن جماهير البعث اليوم سواء من كان خارج العراق أو من هم في داخل العراق لتواقون إلى الحضور في ساحات العمل والبناء على طريق نهضة العراق ورقيه بعد تحريره إن شاء الله . يحاول المجرمون عملاء الاحتلالين من تبديد أماني الشعب المقهور من خلال تلفيق الأكاذيب واتباع أساليب التخويف من عودة البعث العظيم ، ومحاولة تشويه صور حضوره بين جماهير شعبه أنها ستكون انتقامية ذي نزعة طائفية ، كل ذلك لتحشيد المغرر بهم والسذج للتصدي لأي خطوة تجعل البعث الخالد على رأس السلطة في العراق أو حاضر في ساحة العملية السياسية في ظل حكومة وطنية شريفة نزيهة تعمل من أجل الوطن والمواطن ، وعلى الرغم من أن جماهير شعبنا ما عادت تنطلي عليهم مثل هذه الأفِكات ، فإننا نؤكد لجماهير شعبنا الأبي ما يلي : 1. البعث عائد لكم وبكم وكما عرفتموه ومبادءه الثورية ، هو حزب كل العراقيين وقد اشتهرت دولته قبل الاحتلال بخلوها ونجاعتها من كل فكر أو ميل طائفي أو عرقي أو مناطقي . 2. البعث عائد لكم بالهمّة الثورية لا بالنزعة الانتقامية . 3. البعث قادم ليبني ويعمر ما دمره الأشرار من خونة وعملاء الصفوية المجرمة . 4. البعث قادم من أجل رفعة وكرامة الإنسان العراقي وضمان الحياة الحرة الكريمة له . 5. البعث عائد لتعود معه ثقة العراقي بنفسه وحفظ شخصيته المتميزة بين الأمم وهو أصل حال العراقيين في نشأتهم وعبر تأريخهم المجيد وحضارتهم الخالدة . 6. البعث قادم بقيادته السياسية المجاهدة التي ديدنها تأمين العدالة الاجتماعية للعراقيين ورفع الحيف عنهم واسترجاع حقوق الشعب التي سلبتها ونهبتها حكومة العمالة الصفوية المجرمة ، ويأخذ كل ذي حق حقه . 7. البعث قادم ليعيد حكم العدالة والمؤسسات والقانون إلى نصابه الطبيعي بعد أن عبثت به زمر الإجرام الصفوية وميليشياتها . 8. البعث قادم لحماية الشعب وحياة الناس ووقف الاستهداف الذي أجرته حكومة العمالة على يد ميليشياتها المجرمة . 9. البعث قادم كي نحيا معاً في عراق مزدهر آمن تسوده علاقات التآخي والمودة والتعاون لا مكان للفتن فيه 
والله أكبر وليخسأ الخاسؤون

الاثنين، 11 فبراير 2019

صلاح المختار سذاجونيا



سذاجونيا

صلاح المختار

هذه الايام تتفاقم ظاهرة سذاجة نغول اسرائيل الشرقية وسادتهم القابعون في طهران ولعل ابرز مظاهر تلك السذاجة هي كيفية تعاملهم مع انتشار القوات الامريكية في العراق وظهورها العلني في مناطق عراقية ، فقد ارتفعت عقيرتهم بالصراخ حول سيادة العراق وخرقها ، رغم انهم هم من طلب تدخل الامريكيين و(ناضلوا) سنوات يطالبون بغزو العراق ،وهم من عملوا خدما مخلصين للاحتلال الامريكي وصاروا ميليشيات تحمي العملية السياسية تحت اشراف امريكي. ولكن الاكثر تعبيرا عن السذاجة هو اعتقاد حكام اسرائيل الشرقية بان امريكا غزت العراق كي تقدمه لخامنئي مجانا بكل ثرواته وقيمته الجيوبولتيكية !

ولان امريكا فهمت لعبة خميني وبعده خامنئي فانها وفرت قبل انسحاب قواتها من العراق ضمانات العودة القوية وبلا عوائق كبيرة لقطف الثمار التي حددتها قبل الغزو ،ولهذا فهي ستضرب بيد من حديد وبلا رحمة كل من يفكر بمنعها !سذاجونيا اذا تقتل ضحيتها لانها تحمل في انيابها سموم قتله،فحكام الفرس وعلى رأسهم خميني الذي كان اول من مارس لعبة السذاجونيا مع امريكا عندما قبل الدعم الامريكي والصهيوني له ضد العراق في الحرب التي فرضها عليه ،طبقا لعدة وثائق ومنها شهادة ابو الحسن بني صدر (اول رئيس لجمهورية ايران الاسلامية)،وكان منطق خميني الساذج يقول : يمكننا الاستفادة من الدعم بدون ان نقدم تنازلات لامريكا والصهيونية !!! بل ان خميني كما كشفت الوثائق الامريكية قام بمراسلة جون كندي الرئيس الامريكي ووعده بخدمة مصالح امريكا لو ساعد على الاطاحة بالشاه !

وينغمس خامنئي في لعبة سذاجونيا اكثر من خميني لانه شاهد امريكا تصمت على الاعتداء على السفارة الامريكية في طهران ولا تعاقب من نسف مقر قوات المارينز في بيروت مقتل عشرات الجنود الامريكيين ولا ترد على شتمها يوميا ،فتصور انها تخشاه،او نسيت خسائرها ،فتمادى في ممارسة لعبة سذاجونيا مع ان امريكا وهي اكبر موثق للوقائع في التاريخ كانت توثق كل شيء وتنتظر نهاية مرحلة توكيل الاسلاموية الايرانية للقيام بدور بلدوزر تهديم الانسان والعمران في الوطن العربي ثم تحاسب النظام على كل عملياته !

في العراق نغول اسرائيل الشرقية لعبوا دورا واضحا جدا وهو خدمة الغزو الامريكي فهم من تولى تحقيق اهم اهدافه بعد اسقاط النظام الوطني وهو حماية النظام البديل الذي اقامه الاحتلال، وهم من حاربوا المقاومة العراقية طوال فترة نهوضها العظيم وصار كثير منهم مخبرين للامريكيين يدلونهم على المقاومين او يقومون بتنفيذ اغتيالات لمئات منهم ، وهم من نفذ خطة نهب العراق ونشر الفساد فيه تحت نظر امريكا ، وهم من سرق دور الناس واموالهم واصبحوا مليارديرية ، وهم من شاركو الامريكيين في ابادة مئات الالاف وكان عدد القتلى والشهداء يوميا حسب الاحصاءات الامريكية ما بين 200 و300 عراقي تكتشف جثثهم في المزابل والانهار والسواقي والمقابر الجماعية وتلك عمليات كانت مصممة لتخليص الاحتلال الامريكي ممن يقاومونه .

والان وبعد ان اكملوا دوهم المرسوم في تدمير العراق وحولوه الى خراب شامل بعد ان كان مزدهرا وعظيما ومتقدما وشعبه امن وواحد ومحافظ على كرامته وسمعته الطيبة وبعد خربوا سوريا واليمن واسروا لبنان،حان وقت تغيير دور اسرائيل الشرقية ونغولها ليكون تحت السيطرة الامريكية المباشرة. نظام الملالي ادى الدور المرسوم له وهو تفتيت الاقطار العربية، خصوصا قوة العرب الضاربه : العراق، بفتن طائفية عمياء هدمت الكثير من القيم العليا في المجتمع ونهبت ثروات العراق وجعلته خرابا شاملا،ولهذا حان وقت قيام البلدوزر الامريكي بتنظيف العراق من نفايات البلدوزر الايراني الذي أجّرته امريكا .

هنا ظهرت سذاجة خامنئي ونغوله العرب في اوضح صورها : بعد ان تراكمت جبال الجثث وركامات الاف المعامل والعمران والمزارع وتحولت مدن العراق التي كانت في زمن النظام الوطني الاجمل والانظف والاكثر تنظيما من بين دول العالم الى خراب وقاذورات تعافها النفس وتتمركز فيها الميليشيات التي تقتل وتخطف وتغتصب فاصبح العراق مكانا لا امان فيه ، بعد حصول كل هذا بدأت ساعة تنظيف العراق تدق ،فلا تجارة ولا استثمار في ظل الخراب والفوضى والدمار، وضرب نغول اسرائيل الشرقية او تقييدهم يصبح مطلبا شعبيا عراقيا حتى وان كانت امريكا من تحققه ،فشعب العراق يحتاج للخلاص من الموت وامريكا تحتاج لاعادة بناء نفوذها فيه بطريقة توفر شروط استغلال ثرواته وموقعه .

خامنئي لفرط سذاجته وظنه انه اذكى من نخب امريكا التي خططت لكل شيء تعاون مع امريكا بلا حدود وقدم لها ما ارادت ظنا منه انه سيستطيع اعتمادا على ميليشياته طرد امريكا من العراق او على الاقل تقاسمه معها بحكم الامر الواقع ،فجاءه تاجر لايرحم حتى ابنته عند تقاسم الارباح هو ترامب كي ينفذ ما رسم مسبقا للعراق وهو رسم تبدو فيه اسرائيل الشرقية احد اقمار النظام الاقليمي الجديد اضافة لتوأمهما اسرائيل الغربية وتركيا،ولكن بعد اعادة تأهيل نظام طهران ،وكل ضغوط امريكا الان هدفها ليس اسقاط النظام بل تغيير سلوكه ليصبح خادما لستراتيجية غربية جديدة اعدت من جهة لمواجهة الصين وروسيا ومن جهة ثانية لمنع العرب من النهوض والتحرر ولعب دور مشروع في عالمنا .

الخطيئة الاكبر لخميني ثم لخامئني انهما ومن اتبعهما لم يتذكرا ان امريكا ليست جمعية خيرية وهي لاتضحي بدولار واحد ولا بامريكي واحد من اجل اخرين فكل دولار تصرفه امريكا وكل امريكي يقتل او يجرح يجب ان يكون ثمنه مليارات الدولارات تحصل عليها شركات امريكا حصرا ، الان ترامب يعمل كرئيس اكبر واغنى شركة في العالم على اجبار حلفاءه الاوربيين والاسيويين وكندا وعرب الثراء على الدفع له نقدا عن كل خدمة وخطوة كانت في زمن الرؤوساء قبله جزء من تكاليف هيمنة امريكا على العالم ، اما الان وامريكا تغرقها ازمات بنيوية طاحنة فانها لاتستطيع اعطاء دولار واحد هبة .

من هنا فالعاقل هو الذي ينتبه للسؤال التالي : كيف عندما تكون امريكا قد قدمت حوالي خمسة الاف امريكيا قتلوا في العراق وهو الرقم الرسمي بينما الرقم الحقيقي لعدد من قتلوا على يد المقاومة العراقية كان 75 الف امريكي لم يسجلوا في قائمة الجيش لانهم من طالبي الجنسية الامريكية ؟ وكيف حينما تصرف امريكا على غزو العراق مبلغ ثلاثة تريليون دولار حسب احصاءات اكاديمية وسبعة تريليون دولار حسب ما قاله ترامب ؟ هل ستحني رأسها لخامنئي وتقول هل تفضل ابق متحكما بالعراق؟ ام انها سوف تقول له : اقبل بما اريده انا والا ساضعك في قفص وادور بك في الطرقات لتسلية الناس ؟

امريكا تعرف ان نغول اسرائيل الشرقية في العراق ليسوا اكثر من فقاعات بعكس نغولها في لبنان واليمن ،نغولها في العراق خليط غير متجانس يتكون من اميين وانتهازيين ومن طائفيين نصف متعلمين وهؤلاء يتقلبون في احضان كل من يسيطر ، وهؤلاء تبللت سراويلهم ما ان اخذ جنود امريكا يظهرون وهم يرقصون مع شباب في الزعفرانية او يزورون شارع المتنبي ويحادثون اهل الموصل واعدوا انفسهم للقفز من الزروق الايراني المثقوب ! نرى الان احد قادة الميليشيات التي قتلت السوريين والعراقيين وطعن بأهل الفلوجة يقفز من الزورق ،ويتوسل قاتل سادي كان يتلذذ بشوي الاجساد للتدفء بنارها : ساعدوني على الهرب من العراق!

امريكا لاتتوقع من ميليشيات الفرس رد فعل شامل ضدها حينما تقوم بفرض ما خططت له منذ عام 1998 ولم ولن تتراجع عنه الا اذا اجبرت ،ونظام الملالي لايملك الحد الادنى من متطلبات اجبار امريكا على ترك العراق . كما ان امريكا ترى ايضا ان خامنئي وهو يدرك ان المشنقة تنتظره وسط طهران لن يصدر اوامره لنغوله في العراق ليقوموا بمهاجمة القوات الامريكية على نطاق واسع . والاهم ان امريكا ستفتح كل ملفاتها المؤجلة مع نظام الملالي من احتجاز دبلوماسييها في طهران الى قتل مارينزها في لبنان وصولا لعمليات مشاغلة قام بها بعض نغولها في العراق، لقد حان وقت الحساب ودفع الثمن المؤجل 40 عاما .

لقد استغلت امريكا السذاجة الايرانية ونصبت لنظام الملالي فخ التشجيع المبالغ فيه له على التوسع الاستعماري في الوطن العربي والامعان في قتل جماعي للعرب واحتلال اراضيهم ولم تفهم طغمة الملالي ان امريكا والصهيونية ارادتا وكيلا يقوم بما تريدانه دون ان تسمحا له بقطف الثمار وفقا لما يريد،وكيلا يحقق هدفهما دون ان تفقدا جنديا واحدا او دولارا واحدا وان يتحمل الوكيل الايراني كل التكاليف اللاحقة وعندما يكمل مهمته تزيحه امريكا وتضعه في منصة تصلح لواحد من خيارين : اما ان يكون مسمارا في الة امريكية او تدفنه بعد جعله قراقوزا .

هل نبالغ عندما نصف خامنئي بالساذج؟ لاحظو انه اطلق يوم 8-2-2019 تصريحا ناريا اكد فيه (ان المقصود بشعار الموت لامريكا هو الموت لترامب وليس امريكا )،والسذاجة واضحة فهذا الشعار رفعه خميني منذ عام 1979وبقي مرفوعا !الا ترون ان السذاجونيا فنون وقد تصل للجنون ؟ اذا التوريط الغربي الصهيوني لنظام الملالي خطة مرسومة منذ عهد كارتر ونتيجتها واضحة :فكثير من العرب يهملون الان حقيقة ان امريكا هي التي غزت ودمرت الدولة في العراق ،وهي من اطلق نغول الفرس ليكملوا خطة التدمير الشامل للعراق بتدمير المجتمع والقيم العليا والهوية الوطنية ،وبما ان الانسان يوقف نزيف الجرح الاكبر فان العرب تذكروا ان جلادهم المطلوب ضربه الان هو خامنئي ونغوله مادام ضربه سيؤدي الى تخفيف الكوارث او ربما ايقافها، وهذا امر طبيعي في حالتنا بل ومطلوب .

درس ال40 عاما الاعظم هو التالي : لاتلاعب مخلوقا اقوى منك بكثير ويمكنه في لحظة ما تحويل احلامك الوردية الى كابوس تتمنى الانتحار على تحمل رعب تواصله . وهذا هو حال خامنئي الان بعد ان تمدد في قبره منتظرا توقف كوابيسه ، اوراق مائة خامنئي بيد امريكا الان تقلبها لتختار من تريد .


10-2-2019

الأحد، 10 فبراير 2019

الرفيق الدكتور ضياء الصفار تهنئة الرفيق القائد المجاهد عزّة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي حفظكم الله ورعاكم




بسم الله الرحمن الرحيم 

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } 

 الرفيق القائد المجاهد عزّة إبراهيم 

 الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي 

حفظكم الله ورعاكم 

 بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لثورة الرابع عشر من رمضان - الثامن من شباط ، يطيب لجندك في فرسان البعث العظيم أن يرفعوا لمقامكم الكريم أطيب التبريكات وأعطرها وهذه المناسبة العزيزة على قلوب الرجال في بعثنا الخالد ، ونحيي دوركم النضالي الخالد في التحضير للثورة المباركة وتنفيذها صحبة رفاقكم من الرعيل الأول في الحزب ، الرفيق الأب القائد أحمد حسن البكر والرفيق الشهيد صدام حسين المجيد ، وآخرون صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، حيث وقد تقدمتم جحافل الحق لإنقاذ العراق من الشعوبية البغيضة ، وها أنتم أيها القائد المفدى تتقدمون جحافل المجاهدين نحو تحرير العراق العظيم وبناء غده المشرق . نسأل الله تعالى أن يجعل لواء النصر معقود بيمينكم المباركة حتى تحرير كامل تراب الأمّة وبلوغ وحدتها وحريتها وعدالتها الاجتماعية . دمت لنا ذخراً رفيقنا الأمين المأمون ، ونحن على عهدنا الذي قطعناه على أنفسنا في ولائنا للبعث العظيم وقيادتنا السياسية المجاهدة ، وقيادتكم الرشيدة في إمامة صفوف المجاهدين الغيارى المؤمنين بالله ووعده ، إن الله لا يخلف الميعاد . والله أكبر ، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم . 

 الرفيق الدكتور ضياء الصفار 

المشرف العام على مجموعة فرسان البعث العظيم

صلاح المختار عندما يترنح حسن الصباح




عندما يترنح حسن الصباح 




صلاح المختار

يخطأ من يظن بان حسن الصباح اخذ يترنح عندما ضيق ترامب الخناق على سيده خامنئي والذي لا يلتقيه الا ويقبل يديه بلهفة عبد ذليل ،وتلك عادة قبيحة يمارسها العجم ونهى عنها نبينا العظيم ، فقد اخذ يترنح حينما انتبه كثير من المخدوعين به الى انه ليس الشخص الذي اعتقدوه وانهم ارتكبوا خطأ اسقاط امانيهم على مسيرته مع انه مختلف جذريا عما يرغب به كل عربي اصيل ، ولعل اهم تحولين وقعا ودفعا الى كشف واثبات هويته الحقيقية هما : 
1-عندما توقف كليا عن اي اشتباك مع اسرائيل الغربية منذ اخر معركة في عام 2006 وحتى الان ، لم يطلق حسن الصباح رصاصة واحدة ضد اسرائيل الغربية،وهذا امر اخذ يفرض سؤالا قاتلا في نفوس من ايده من العرب بحسن نية ولم يجد له جوابا واضحا الا الان واخذ هؤلاء يجدون الجواب الواضح حول سبب توقفه عن الصراع مع اسرائيل الغربية والذي كان المصدر لشعبيته في اوساط عربية .
2-عندما استخدم سلاح المقاومة ضد العرب رغم انه اقسم بشرفه مرارا وتكرارا انه لن يستخدمه الا ضد الكيان الصهيوني لكنه لم يلتزم بوعد الشرف واستخدم سلاح المقاومة في صيف عام 2008 في بيروت عندما احتلها غازيا دمويا قتل اكثر من 120 لبنانيا لكي يفرض سطوته ويبتز اللبنانيين بقوة سلاح المقاومة ! وهكذا برزت فكرة لايمكن تجاوزها او اهمالها وهي ان من لايتقيد بكلمة الشرف  المعلنة لايمكن الوثوق به ابدا لانه مستعد دائما ليقسم لكنه وبقدر استعداده للقسم مستعد للتراجع عنه وهذا في السياسية يهدم اي ثقة ويزرع الشكوك بكل ما يصدر عن ناقض العهد . 
وزاد انتباه من احسن الظن بحسن الصباح حينما جر لبنان كله الى المستنقع السوري وزج الاف الشباب اللبناني بالحرب على الشعب العربي السوري فقتل حزب الله الاف السوريين وقتل من اللبنانيين المئات ونصبت المأتم في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية من بيروت لموت المئات في سوريا وليس على حدود فلسطين او مناطق لبنان المحتلة التي تركت دون مقاومة منذ عام 2006 مثل مزارع شبعا .وتضخم الاحساس بان الثقة بحسن الصباح كانت وهما حينما انتشر اعضاء حزب الله في العراق واليمن والكويت ومصر وبقية دول الخليج العربي يعدون لمجازر وفتن دموية وقد تم توثيق ذلك بالاعترافات ومخازن الاسلحة . 
والانكى ان من وثق بحسن الصباح كمقاوم لاسرائيل الغربية اكتشف بان هذا الحزب يتاجر بالمخدرات عالميا وليس لبنانيا فقط!وهنا حفرت اسئلة طبيعية في ذهن من احسن الظن بحسن مثل : كيف يمكن لحزب مقاومة ان يستخدم سلاحها ضد السوريين والعراقيين واللبنانيين واليمنيين وابناء الخليج العربي ومصر ؟وهل من اخلاقيات المقاومة المتاجرة بالمخدرات التي تقتل الناس الابرياء؟وهنا زال الغطاء الثقيل عن اذهان من احسن الظن بحسن وتجنب سؤالا قديما لكنه طمره بتأثير دور حسن في المقاومة عندما كانت تجري وهو : هل يمكن نشوء مقاومة حقيقية بدون هوية وطنية ؟ 
السؤال الاخير اجّل طرحه لان العمل المقاوم كان ساخنا وكان المطلوب الانتظار وعدم الاصرار على طرحه مادام القتال مع العدو الصهيوني قائما ولكن ما ان وقف القتال نهائيا وتحول سلاح المقاومة لقتل العرب في اقطار عربية حتى فرض السؤال المركزي نفسه بعد ان استبعد عقودا وهو ونكرره : هل توجد مقاومة غير وطنية سواء كانت اسلامية او مسيحية ؟ الواقع ينفي وجود اي مقاومة بلا هوية وطنية والحركات التي ظهرت وقاومت باسم الاسلام سرعان ما لعبت دور المحول للنضال من نضال تحرري وطني الى فتن طائفية انهت المقاومة وجردتها من قدراتها  الكفاحية وهو ما رأيناه في العراق وسوريا .
اولا لنذكّر بان سادة حسن الصباح في اسرائيل الشرقية يتمسكون بشدة بهويتهم القومية الفارسية فدستورها لايؤكد فقط الهوية الفارسية والحضارة الفارسية بل الاهم انه يصل حدا ينسف كل ادعاء باسلامية نظام الملالي حينما تقول فقرة بان (ارض ايران وحدودها غير قابلة للتفاوض وحتى مجلس الشورى لايملك صلاحية مناقشة الحدود) ! تذكروا ان كل جيران اسرائيل الشرقية دول اسلامية ،فالنص الدستوري اذا يؤكد بان اراضي ايران اراض قومية الهوية ومن المستحيل التفريط بهويتها الايرانية حتى لمسلمين اخرين!واحتلال طهران لاراض عراقية والاحواز والجزر العربية واصرارها على الاحتفاظ بها امثلة واضحة . كيف يمكن للبناني مثل حسن الصباح ان يعلن نفسه وبلا تردد انه وكيل رسمي لعلي خامنئي في لبنان وهو يعلم ان ولاية الفقيه وهي مذهب خامنئي لاتقبل النقاش وتفرض الطاعة العمياء على المقلد ؟ 
في خطب عديدة لم يتردد حسن الصباح عن تكرار التشرف بانه تابع للولي الفقية خامنئي وانه (يأكل ويشرب ويتسلح باموال ايران ) ! وقبلها اعلن انه يقاوم (من اجل جعل لبنان جزء من جمهورية اسلامية تقودها ايران) ! هنا نواجه حالة تخل من قبل حسن الصباح عن الوطنية اللبنانية لصالح الوطنية الايرانية ، فخامنئي متشدد بالتمسك بالمصالح الوطنية الايرانية في حين ان حسن يفرط كليا بمصالح لبنان ويجره لكوارث من اجل خدمة اسرائيل الشرقية وهو امر يعرفه اللبناني الذي يتعرض لانحدار قطره وخسارته لموارد السياحة وتحول لبنان من سويسرا الشرق الى مكب للنفايات ومركز تراكم الفساد المنظم !
الاسلامويون العرب مثل حسن الصباح سنة وشيعة يفرطون بمصالح امتهم العربية من اجل وطنية اخرى غير عربية وعندما يفسرون موقفهم لا جواب لديهم الا القول بان (الاسلام يحرم القومية والوطنية لانهما يقسمان المسلمين) وهذا الجواب هو النص الذي يهدم في الاسلاموي احترامه لهويته القومية لانه يرى بوضوح ان اسرائيل الشرقية وتركيا تتمسكان بمصالحهما القومية بلا اي قدر من المرونة. 
هنا نرى خراب منطق الاسلامويين العرب فمن يتبعونه من غير العرب متمسك بقوميته وهم يفرطون بقوميتهم العربية وبمصالح امتهم العربية ! فاي غضب رباني وقع على رؤوس هؤلاء وجعلهم لايرون من يتبعونه الا كما يريدون ويحلمون رغم انه يسلك طريقا مغايرا لما يريدون ؟ الوطنية وكما اثبتت تجربة المقاومة العراقية واحداث الاربعين عاما الماضية هي الهوية الاساسية التي تحمي الامة والقطر من التفكك بينما الاسلاموية ادت دور مستنزف الامة ومدمر وحدة اقطارها الوطنية . قلنا مرارا وتكرارا كيف يتوحد العالم الاسلامي بدون وحدة العرب قبلها ؟ 
الوحدة تبدأ من الاصغر للاكبر وليس العكس لكنهم وبحكم تربية اسلاموية صماء لاترن مهما طرقت عليها يتبعون منطق اللامنطق  وحسن الصباح يقدم لنا صورة انموذجية للتناقض بين القول والفعل بين ما يؤمن به السيد وما يظنه التابع له ، ولكن السنوات الاخيرة ازالت كل شك بان اسرائيل الشرقية دولة قومية وان الاسلام والطائفية ليسا سوى غطاء لاختراق العرب وتمزيقهم واحتلال اراضيهم واعلانها جزء من امبرراطورية فارس وهو ما سمعناه من قادة اسرائيل الشرقية الذين اكدوا مرارا انهم يحتلون الان اربعة اقطار عربية واكد احدهم وهو اية الله يونسي بان الامبراطورية الفارسية قد قامت وان عاصمتها هي بغداد ، بل وذهب كثير منهم للتصريح بان العراق كان فارسيا وان عرب الجزيرة احتلوه وحان وقت استعادته منهم ! كل هذا يقال علنا وبوقاحة ! وزير خارجية اسرائيل الشرقية عند زيارته الاخيرة للعراق بقي اسبوعا والتقى حتى بزعماء عشائر وقال مخاطبا امريكا انكم ستخرجون من العراق ونحن سنبقى فيه!
هذه الصور التي توالت واحدة اثر الاخرى هي التي جعلت حسن الصباح يترنح وترنحه سببه الرئيس توقف دعم الاغلبية الساحقة من العرب الذين دعموه عندما كان يقاوم لكنهم تراجعوا وانقلبوا عليه عندما تيقنوا انه استخدم المقاومة واسم فلسطين من اجل احتلال اقطار عربية شقيقة لفلسطين .ولهذا فان من يبدا بالترنح يتخلى عن محاولة اقناع من انفض من حوله بالبقاء فقد انكشفت الحقيقة التي كانت تخفى بذكاء وظهرت ولم يعد امام حسن الا العلنية في تنفيذ خطة الغزو الاستعماري الايراني في الوطن العربي. 
وقدر تعلق الامر بلبنان فانه منع تسعة شهور قيام الحكومة لانه اراد فرض نظام التثليث على لبنان وانهاء قاعدة التوافق الاسلامي المسيحي التي قام عليها ، الان حسن الصباح فرض التثليث اي انه طبق خطة تشبه خطة بريمر في العراق وهي استبدال الثنائية اللبنانية: مسيحيين بكل طوائفهم ومسلمين بكل طوائفهم بثلاثية سنة وشيعة ومسيحيين ! اليس هذا يشيه ما فرضه الاحتلال الامريكي في العراق وثبته دستور بريمر ؟ حسن الصباح ثبته في التشكيلة الوزارية بأصراره على جعل وزارة المالية بيد الشيعه فاصبح لزاما على اي مرسوم حكومي ان يوقع ليس فقط من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومه كما كان الحال سابقا بل فرض الان وزير الماليه كطرف ثالث لابد ان يوقع على اي مرسوم.
ما هي النتيجة ؟ حزب الله انتقل من التمويه على دوره التقسيمي في اطار المخطط الاستعماري الايراني ، المتوافق مع والمكمل للمخطط الصهيوغربي ،الى التصريح فهو الان يمارس اشد انواع العداء للامة العربية ومصالحها خدمة لاسرائيل الشرقية ، ولهذا فقد هويته العربية وتفرس وتحول عار الخيانة الوطنية الى تفاخر بتبعيته لاسرائيل الشرقية تحت غطاء طائفي سرعان ما مزقته النخب الايرانية وصفعت حسن وامثاله بمجاهرتها بان مصلحتها القومية الفارسية هي محركها وليس الاسلام .اذا هل تستطيعون الان تفسير التهجم الوقح الذي قام به حسن الصباح على سيد شهداء العصر صدام ؟ 
انكشاف اللعبة الايرانية كلها ومجاهرة نظام الملالي بانه يقود دولة  استعمارية لاتختلف عن دول الاستعمار الاخرى وتراجع العرب الاصلاء الذين خدعوا بشعاراته عن دعمه، وذلك انتصار واضح للنضال القومي العربي ،ومقابل ذلك يرى خامنئي ومعه عبده المطيع حسن الصباح ان صدام حسين يعود ليحتل قلوب العرب وابناء العراق خصوصا شيعتهم وتبدأ سيرة رفاق صدام بالتوهج والتغلغل في قلوب الناس،وتلك مؤشرات نهاية خداع وتضليل نظام الملالي،فاشتم ياحسن واطلق ما تخبئه لتكمل كشف هويتك الحقيقية وتؤكد انك تترنح قبل السقوط الاخير ، فصدام قادم وستراه بعينيك مجسدا بكل وطني عراقي وبكل قومي عربي لانه باستشهاده صار رمزا وقدوة لكل الشرفاء العرب .
Almukhtar44@gmail.com 
9-2-2019


الجمعة، 8 فبراير 2019

صلاح المختار الحرس القومي القصة الحقيقية




الحرس القومي القصة الحقيقية

صلاح المختار

الحرس القومي تعرض للكثير من التشويه المتعمد من عدة اطراف عراقية وعربية واقليمية ودولية ولاسباب مختلفة ، وكل هذه الاطراف استغلت اخطاء وقعت وحاولت جعلها هي جوهر اعمال الحرس القومي رغم انها كانت اعمالا فرعية وليست جوهرية في تلك المرحلة ، فهل حان وقت تصحيح الاخطاء في الروايات المنشورة او المتداولة ؟ نعم لقد حان الوقت لان هناك حملات واضحة منظمة ومدروسة لكتابة تاريخ العراق الحديث بطريقة لاتختلف عن طريقة كتابة تاريخه عموما من قبل المستشرقين والغربيين والصهاينة ومن اعتمد عليهم في اعداد ما كتبه وهي طريقة التشويه والطمس المتعمدين .

كاتب هذا المقال احد افراد الحرس القومي وبقي فيه حتى حله بعد انقلاب عسكري دموي كان الحرس القومي هدفه الظاهري بينما كان الهدف الحقيقي هو هو اسقاط نظام البعث والذي لم يمضي على قيامه اكثر من تسعة اشهر فاسقط وسط حملات تشويه له واخرى معادية ارادت مسبقا شيطنة البعث ومنع تواصل بقاءه في الحكم خشية من تحقيق الاستقرار ومن ثم تطبيق اهدافه المرسومة منذ عقود .

1-لماذا شكل الحرس القومي ؟ بعد ثورة 14 تموز عام 1958 نفذت خطة مشتركة قام بها الديكتاتور عبدالكريم قاسم الذي مثل تيارا شعوبيا اقليميا معاديا للقومية العربية ، والحزب الشيوعي العراقي للانفراد بالحكم واقصاء التيار القومي العربي الذي كان طرفا اساسيا في الثورة ،وبالفعل حشد الحزب الشيوعي كل طاقاته لاجل شيطنة التيار القومي المؤلف وقتها من البعثيين والناصريين وعزله بالقوة ، وهكذا شكلت فصيلة مسلحة اطلقت عليها تسمية المقاومة الشعبية ضمت الشيوعيين ومن كان مواليا لقاسم واخذت تهاجم البعث وعبدالناصر وتستفز التيار القومي رافضة الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة التي تشكلت من اندماج مصر وسوريا في عام 1958 بينما كان التيار القومي يدعو للانضمام للجمهورية العربية المتحدة بصفتها تجسيد للحلم العربي الاغلى حتى ذلك الوقت .

وعندما اشتد التنافس والصراع بين التيارين القومي والشعوبي – الشيوعي ووصل ذروته بتنظيم ما سمي (قطار السلام) في عام 1959 الذي حمل الاف الناس من جنوب ووسط العراق وذهب بهم الى الموصل التي كانت وقتها قلعة للقومية العربية للاحتفال هناك بالسلام تحت شعارات الحزب الشيوعي الاستفزازية !!! وبالفعل ما ان وصل القطار حتى نزل منه الالاف واخذوا يتظاهرون في شوارع الموصل هاتفين ضد البعث وناصر ويشتمون الاهالي ويعتدون على الناس وكان ذلك متوقعا لان نصائح عديدة قدمت لقاسم بمنع قطارالسلام من الذهاب للموصل لتجنب كارثة كبيرة لكن قاسم لم يصغي ودعم خطة الاحتفالات في الموصل .

ولم يتحمل اهل الموصل ولا الحامية العسكرية فيها العدوانات على اهالي الموصل وعلى التيار القومي والتي تميزت باستباحة كل شيء فوقعت انتفاضة المرحوم العقيد عبدالوهاب الشواف وكان احد الضباط الاحرار الرافضة للعدوانات لكن قاسم امر بقصف الحامية العسكرية فقتل الشواف وباشر الشيوعيين بهجمات منسقة ضد الاهالي قتلا واعتقالا ومورست وحشية غريبة على العراق حتى ذلك الوقت منها سحل الجثث ولعل ابرزها سحل الشابة حفصة العمري بعد قتلها وتعليق جثتها في عمود نور لعدة ايام .

هذه الحالة العنفية التي سادت اجبرت البعث على اعداد خلايا من مناضليه مهمتها حماية المناطق من عدوانات الحزب الشيوعي ،واذكر اننا كنا نقوم بالحراسات فوق سطوح الابنية لمراقبة دخول وخروج افراد المقاومة الشعبية الذين كانوا يأتون من خارج مناطقنا للقيام بالعدوان والاستفزاز . وحينما قرر البعث اسقاط ديكتاتوية قاسم كانت الفكرة السائدة فيه هي ان معركة اسقاط النظام معركة حياة او موت فقاسم ومعه الحزب الشيوعي سوف يمارسان اقسى اشكال العنف ضد اي محاولة للتغيير لذلك كان يجب الاستعداد التام لتلك المواجهة الشرسة فنظمت العناصر التي كانت تحمي المناطق في لجان سرية اعدت اعدادا بسيطا للقتال وتعلمت كيفية استخدام المسدس والرشاش. هذه هي خلفية تأسيس الحرس القومي .

2-عندما تقرر يوم اسقاط قاسم كان الحرس القومي جاهزا ففي ليلة السابع على الثامن من شباط عام 1963 ابلغت المجاميع الحزبية ومن اختير للحرس القومي منها بحضور اجتماعات في الخامسة صباحا وكان ذلك لافتا للنظر اذ لم يسبق ان دعينا لحضور اجتماع حزبي عند الفجر ولهذا توقعنا ان هناك حدثا كبيرا سيقع خصوصا وان اغلب الرفاق لم يبلغوا بوجود ساعة صفر وجرى التبليغ قبلها بساعات فقط.

3-كان واجب الحرس القومي هو اكمال دور الجيش ففي حين قام العسكر بالسيطرة على المعسكرات والمطارات فان الحرس القومي قام بالسيطرة على مراكز الشرطة المهمة ووضع اليد على اسلحتها وتولى مهمة شل قادة نظام قاسم العسكريين ومنعهم من الالتحاق بوحداتهم العسكرية ،واخيرا مواجهة المقاومة المسلحة المتوقعة من الحزب الشيوعي. وبالفعل امن الحرس القومي الطرق لمرور الدبابات والقوات المسلحة الثائرة في طريقها الى وزارة الدفاع حيث مقر الديكتاتور والقى القبض على قادة في الجيش خطرين مثل قائد القوة الجوية جلال الاوقاتي الذي قاوم الحرس القومي الذي طوق منزله وقتل اثناء المواجهة ، بينما اشتبكت قوات الحرس القومي مع التظاهرات المسلحة التي نظمها الحزب الشيوعي ودعا فيها الى احباط ما اسماه المؤامرة الاستعمارية ونجح في اغتيال عدد من البعثيين .

4- بعد نجاح الثورة يوم 8-2-1963 سلح الحرس القومي برشاشات بورسعيد التي ارسلت من مصر العربية وعينت له قيادة عامة ترأسها المرحوم العقيد منذر الونداوي الذي كان اول من قصف وزراة الدفاع واعطى قصفة اشارة البدء لبث البيان رقم واحد في الساعة التاسعة صباحا ، ولكن هنا اخذت تظهر المشاكل فالحرس القومي تدريبه بسيط جدا وتضخم عدديا لدرجة اصبح قوة كبيرة فعالة لو دربت ونظمت بصورة صحيحة ،وكلف بمهمة منع الردة بواسطة الجيش لان الجيش كان مرتبا بطريقة تخدم قاسم ولم يكن ممكنا منع الانقلابات على نظام البعث الفتي من دون وجود قوة مسلحة شعبية.

5- وقبل ان تكتمل عملية اعداد الحرس القومي بصورة سليمة ومنضبطة اخذت التطورات تترى بصورة مربكة جدا فالصراع مع الحزب الشيوعي استمر وحصلت محاولة انقلابية في معسكر الرشيد تم قمعها ،ومن جهة اخرى اخذ المرحوم جمال عبدالناصر يعمل على ابعاد البعثيين وتوترت العلاقات مع مصر ومع التيار الناصري فوجد الحرس القومي نفسة وسط صراعات معقدة وشائكة وخطيرة وهو التنظيم الفتي الذي لا تجارب له ! وزادت الاوضاع سوء بحصول انشقاق داخل الحزب احدهما دعم الحرس القومي واعتمد عليه في مواجهة تيار اعتمد على الجيش وعلى الناصريين في الجيش ولكن الشعار الرئيس كان (ضبط ) الحرس القومي ثم الغاءه ،وتحت هذ الشعار حصلت انقلاب 18 -11-1963 بعد 9 اشهر من استلام البعث للحكم !

6- ولكي تبرر العدوانات التي ارتكبت ضد البعث ومنها الانقلاب العسكري عليه واعدام مناضلين منه ، بولغ باخطاء الحرس القومي . نعم لقد مارس الحرس دور القامع لكل من حاول اسقاط النظام الجديد او تهديده وهذا واجبه طبعا ولكنه لم يعتقل احد لاصلة له بالصراعات وكان القسط الاكبر من عنف الحرس موجها ضد الحزب الشيوعي لانه حمل السلاح وقتل العديد من البعثيين ، فتضاعفت مشاعر الانتقام منه والتي ولدت مع قيامه بدور المصفي دمويا للبعثيين وبقية التيار القومي قبل استلام البعث للسلطة . فالمواجهة الاساسية كانت بين الحرس القومي والحزب الشيوعي وكانت قاسية مارس فيها الطرفان كافة اشكال العنف . ولو نظرنا لتلك الاحداث الان لامكننا ادراك ان الحرس القومي كان يقاتل دفاعا عن وضع ساهم في اقامته ولو ان الوضع انتهى فان الحرس وافراده وكل البعثيين سوف يتعرضون لتصفيات جسدية شاملة وهو ما جعل رد افعال الحرس والبعثيين دفاعية في المقاوم الاول هدفها المحافظة على وجودهم في السلطة .

بعد هذا العرض هل يمكن القول بان الحرس القومي قام باعمال غريبة على تلك المرحلة وما ساد فيها ؟ وهل انفرد باستخدام العنف ضد من حاولوا اسقاط نظام البعث ؟ والسؤال الاخر هو من بدأ بممارسة العنف والقتل والسحل والاعتقالات الجماعية ؟ بالتأكيد انه لم يكن البعث لان ذلك بدا في عام 1958 ولم يكن البعث في السلطة بعد وكانت السلطة بيد قاسم والحزب الشيوعي .


8-2-2019 




الدكتور خضير المرشدي عندما تشوّه الحقيقة ويزوّرْ التاريخ ... هل يبقى للأخلاق من معنى ؟؟




عندما تشوّه الحقيقة ويزوّرْ التاريخ ... هل يبقى للأخلاق من معنى ؟؟

 الدكتور خضير المرشدي


ربما يكون من حق أمين عام حزب الله في أن يمجد ولي نعمته ومصدر قوته ومن كان السبب في أن يكون له دور وحضور وصوت ومكانة كما هو يعلن ويقول ... ومن حقه أيضاً ، أن يدعو الله في أن يمنح ماتبقى من عمره لعمر سيده الولي الفقيه ، وبدورنا ندعو معه في أن يلبّي الله سبحانه هذا الدعاء وأن يستجيب له في أقرب من حبل الوريد !!! ومن حقه كذلك في أن يبالغ في مدح نظام ينتمي اليه فكراً وعقيدة ومنهجاً وسلوكاً وبالطريقة التي يراها مناسبة مهما اختلفنا معه في تقييم هذا النظام الذي لولاه لما انتشرت الطائفية ونشأت قوى الإرهاب والفساد والانقسام والتجهيل والتخلّف والشعوذة والخرافة والإفقار في عدد من الدول العربية وفي مقدمتها العراق لكنه عندما يتحدث في السياسة ويفتح ملفات تاريخية ليست بعيدة ولها علاقة بطبيعة الصراع القائم ، وعندما يتهم قوى وطنية وعربية مهمة بالانحياز للمشروع الامريكي الصهيوني ، ويشتم رموز وقادة الامة وزعماءها الأحياء منهم والشهداء وبطريقة هستيرية مسعورة ، فعليه أن يتذكر مبدأً أساسياً وهو إذا كان بيتك من زجاج فلاترمي بيوت الآخرين بالحجر ... وأن يضع في حسبانه ثلاث حقائق مهمة لها علاقة بمسيرة وليِّهِ الفقيه ودوره المرسوم لنشر الطائفية ودعم قوى الفساد والإرهاب وتكشف النزعة التوسعية لهذا النظام الدموي من جهة ، وتفضح ارتباطاته المشبوهة التي تفسر ما يجري في العراق والمنطقة منذ أن تسلّم الحكم في ايران وحتى هذه اللحظة من جهة ثانية . - فعندما تحدّث عن دور ( الخميني ) في مرحلة التحشيد والتحريض على الثورة في إيران وبالغ في مدحه وجعل منه بمستوى الانبياء والقديسين ، وأثنى على خصاله و (بطولاته) و( نبل أخلاقه) و (تسامحه ) المزعوم (وطيب سريرته) ، وفي الوقت ذاته يتهجم على قيادة البعث الوطنية العروبية الشجاعة ، عليه أن يعترف بفضل البعث وقيادته ونظامه الوطني في دعم ( الخميني ) وإسناده شخصياً وتكوين صيرورته ، عندما احتضنه العراق لعقد ونصف من السنين ، وتحديداً منذ عام ١٩٦٥ وحتى عام ١٩٧٩ ، عاش فيه معززاً مكرّماً وكان محط رعاية تامة من قيادة البعث التي لولا دعمها واسنادها المادي والمعنوي والسياسي والاعلامي واللوجستي وغيره ، لما تمكن من التواصل مع مؤيديه في داخل ايران ، ولما استطاع من تحريك وتعبئة الشعب الايراني ضد نظام الشاه الإمبراطوري المستبد ... أما عملية التغيير التي حصلت بعد ذلك وأسقطت نظام الشاه فإن العالم كله يتذكر تلك الطريقة المثيرة للجدل التي نُقلَ فيها الخميني إلى ايران بعدما غادر العراق الى فرنسا عام ١٩٧٩ ؟؟ وبدلاً من أن يكون هذا ( السفّاح ) وفياً للبلد الذي آواه وأكرمه واعطاه فإنه وجه سهامه الغادرة منذ اليوم الاول لتسلمه السلطة مستهدفاً عراق العروبة بالاحتلال وداعياً لاسقاط نظام البعث وثورته التي ساندته وحمته من اجهزة الشاه . وما سياسته في مايسمى تصدير الثورة ، وتهديده بتشكيل جيش لإحتلال العراق الاّ دليلاً على عدوانيته ونكرانه الجميل وحقده وعنجهيته ورغبته في التوسع والانتقام ، وليعلم أمين عام حزب الله ، إنه كان من شروط اتفاقية الجزائر هو تسليم الخميني لنظام الشاه ، الأمر الذي رفضته القيادة العراقية التي تشتمها رفضاً قاطعاً التزاماً منها بكرم الضيافة العربية وشرف الموقف رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها العراق ، تماماً مثلما هو العرض الذي قدمه سيدكم ( الخامنئي ) قبل الاحتلال عندما عرض على القيادة العراقية استعداده لتسليم مايسمى المعارضة العراقية التي تحكم بغداد الآن ، مقابل أن يقوم العراق بتسليم مجاهدي خلق الايرانية ، والذي رفضه العراق أيضاً انطلاقا من الموقف ذاته وللاسباب نفسها . - وعندما يريد أمين عام حزب الله أن يزوّر التاريخ القريب ويشوّه الحقيقة ويتهم قيادة العراق الوطنية كذباً وإفتراءً بما ليس فيها ، ويتهجم على رمز من رموز الامة بطريقة حاقدة جبانة ، تعكس الطبيعة العدوانية وتعبّر عن مستوى اللغة التي يتحدث بها خريجو منظومة الولي الفقيه المشبوهة ، ولعلّه الاسلوب نفسه في السب والشتم والإساءة للخصوم سواءً من الأحياء أو ألأموات ، نقول عندما يتهم هذا التابع قيادات عربية شريفة في تجمع شعبي كبير وينعتها بما لايليق بها ، ويقود حملة علاقات عامة في محاولة لتجميل وجه سيده القبيح القابع في قم وطهران ... عليه أن يتذكر جيداً الفضيحة الكبرى التي كانت وستبقى وصمة عار في جبين ( الخميني ) ونظامه الفاسد المستبد ، تلك هي فضيحة ( إيران - كونترا ) ، ولعله يعرف جيداً تفاصيل هذه الفضيحة التي كشفت العلاقة بين نظام الخميني واسرائيل ، وتفسر بشكل جلي مايجري الآن من صراعات ونزاعات وتحالفات مشبوهة في المنطقة ... ولمن لايعلم فإن ( الخميني ) قد اشترى السلاح من ( اسرائيل ) خلال الحرب ضد العراق وباشراف مباشر من المخابرات المركزية الامريكية أثناء ادارة الرئيس ريغان ، بهدف إطالة امد الحرب التي بدأها وأصر على استمرارها رغم كل الوساطات والقرارات الدولية التي قبلها العراق منذ الاسبوع الاول للحرب ، وظل الخميني مصرّاً على رفضها الى أن تجرع سم الهزيمة في ٨ اب ١٩٨٨ على أيدي رجال العراق ، وقد بلغت مبيعات السلاح ( الاسرئيلي ) لإيران ستة مليارات دولار في ذلك الوقت . وبعضنا يعلم أيضاً أن المؤامرة والحملة الدولية التي قادتها أمريكا وحلفاؤها على العراق ومنهم ايران ، هو إن حزب الله اللبناني كان احد الأدوات الرخيصة لهذه المؤامرة ، حينما قام بإختطاف عدد من الرعايا الامريكان عام ١٩٨٨ أو قبلها ، ولم يتم اطلاق سراحهم إلا بفضيحة أخرى وصفقة لا أخلاقية عقدتها ايران مع امريكا لتحميل العراق مسؤولية بدء الحرب ، مقابل اطلاق سراح الرهائن ، ولمن يريد أن يعرف أكثر عن تفاصيل هذه الفضيحة عليه أن يراجع مذكرات السيد جيادومينكو بيكو مساعد الامين العام للأمم المتحدة آنذاك تحت عنوان ( رجال بلا سلاح ) . - عندما يتهم قيادة البعث والثورة في العراق بطريقة لا أخلاقية ، ويصفها بإنها كانت أداة

Disqus Shortname

الدكتور المهندس اكرم// ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد

ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد ...................................................... الدكتور المهندس اكرم// ...