التحرك الأمريكي بين الكذب والحقيقة
الوليـــد خالــــــد
بغض النظر عن حقائق أو أكاذيب تحركات الأمريكان في العراق والشائعات التي تحاك في هذه الدولة أو تلك! وعن مدى قناعتنا بمصداقية عدو مثل أمريكا في مسالة مواجهة إيران في أرض العراق! إلا أن الأخبار التي تصلنا من داخل العملية السياسية تؤكد وجود ملامح رعب على وجوه سياسيي الغفلة وعلى رأسهم المالكي!
لسنا هنا بصدد التشجيع على تناقل الشائعات التي في الكثير منها محاولة لبث الأمل المفقود وبالتالي إصابة من يصدقها بالإحباط عند تلاشيه! لكننا نحاول متابعة مجريات الأمور لفك اشتباك الاوراق التي يحاول الجميع خلطها في وضع من عدم اليقين من المستقبل القريب!
وبالرغم من افتقاد الرواية الأمريكية لعناصر الحقيقة إلا أن مجرد طرحها أصابت كثيرين بخيبة أمل! بينما في الطرف الآخر شعروا بنشوة الأمل الذي افتقدوه لخمسة عشر عاما! وهذا بحد ذاته ثغرة يمكن استغلالها بعيدا عمن يصدقها أو يكذبها! والأهم عدم الوقوع في براثن العاطفة التي تفقد التوازن في قدرتنا على تقييم الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة!
هناك عدد من المؤشرات الواضحة على تصديق الرواية الأمريكية من قبل الطرف الخاسر في المعادلة! مع قناعتنا بأن بعض هذه المؤشرات لا تخلوا من دهاء فارسي معروف يحاول خلط الأوراق في مسعى لتحشيد الرأي العام لقبول العملاء والخونة كمقاومين للأمريكان! ومن جانب آخر ترسيخ فكرة غير صحيحة في عقول السذج تؤكد إن الاحزاب العميلة ومليشياتها هي التي قاومت المحتلين إذ بان الاحتلال!
وفيما يلي بعض المؤشرات على وجود تحرك أمريكي في العراق! ونكرر بغض النظر عن مصداقية الرواية الأمريكية في استهداف عملاء إيران:
1- وجود تحركات واضحة للقوات الأمريكية في عدد من مناطق العراق.
2- استهداف بعض مواقع وارتال المليشيات والحشد من قبل الطائرات الأمريكية.
3- ظهور سياسيين وقادة مليشيات يتحدثون بصراحة عن اخفاقات الحكومات العميلة المتعاقبة!
4- خروج شيوخ معممين على المنابر وفي الإعلام يدعون لمقاومة القوات الأمريكية.
5- تزايد حدة تصريحات المسؤولين الإيرانيين الاستفزازية التي تشير لسيطرتهم على العراق وتحديهم لمن يفكر في سرقة انجازهم!
6- ظهور حيدر العبادي مصرحا بأن الحكومة العراقية تحت سيطرة إيران.
7- ظهور المتقلب مشعان الجبوري المعروف بصراحته ضد الجميع والقول بأن القوات الامريكية أرحم من الحشد والمليشيات.
8- خروج المدعو أبو عزرائيل المعروف بحقده متهما للحكومة العراقية بفشلها الذي أوصل الأمور لعودة الأمريكان.
9- وجود معلومات شبه مؤكدة عن نقل أموال السياسيين للخارج.
10- وجود معلومات عن قناعة تامة لنوري المالكي بأنه المستهدف الرئيسي من المخطط الأمريكي.
ختاما يمكن القول بأن الكثير من التحركات الواضحة تشير لتغيير قادم! مع التأكيد على عدم القناعة بأنه التغيير المنشود الذي يليق بالعراق! لكنه سيكون بمثابة رمي الحجر في مياه العملية السياسية الراكدة! وإن واجباتنا كوطنيين ليس فقط كشف تفاصيل اللعبة المفترضة! بل واستغلال ثغراتها بما يصب في صالح العراق وشعبه! فالابتعاد عن اية مشكلة ومجرد طرح مساوئها من بعيد لن يوقف عجلتها! بل محاولة البحث بين ثناياها عن ثغرات تضعفها في النهاية ثم القضاء عليها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق