#7نيسان_ميلاد_امة

اخر الاخبار

الخميس، 21 يونيو 2018

صلاح المختار من المسؤول عن الانحراف السلوكي ؟


صلاح المختار
المعجزة هي ان تكون انسانا
حكيم
في مقال موح تحت عنوان (في مثل هذا اليوم وقبل ستة وثلاثين عاماً ) كتبه اللواء غازي عزيزة وهو عراقي مسيحي وكان ضابطا في الجيش الوطني الذي حلته امريكا ثم التحق بالجيش الجديد الذي تأسس بعد الاحتلال لفترة ولكن تم ابعاده منه وحرمانه من (حقوقه) ، يحكي قصة اصابته القاتلة اثناء الحرب التي فرضتها اسرائيل الشرقية – ايران- على العراق بين عامي 1980 و1988 وكيف انقذ ، يقول السيد عزيزة : (... منذ سنوات وأنا أقارن بين مسلمي العراق في الثمانينات وبعض مسلمي العراق بعد 2003 ! فسابقاً كان يجاهد أكثر من تسعين مسلماً بطاقته وعلمه ومهنيته وشجاعته ويتبرع بدمه لإنقاذ مسيحي عراقي واحد ! أما الآن فالمسلم الواحد (بعضاً منهم وليس جميعهم) يقوم بالجهاد عن طريق تفجير الكنائس وسلب وخطف وابتزاز وقتل وسبي وتهجير أكثر من تسعين مسيحي عراقي ) .ويضيف متساءلا : (... إشرحوا لي الأسباب الحقيقية لتغيّر طبيعة وأخلاق وسيرة مسلمي العراق) .
ثم شاهدت فيلما عن شباب عراقيين يسألهم الاعلامي : هل انت مستعد للنوم مع امراة تغريك في رمضان ؟ فيجيب بحزم: (كلا ارفض ذلك) ،وحينما يسأله مقدم البرنامج : لماذا لا تنام مع المراة الجميلة ؟ فيجيب : (لانني احب ممارسة الجنس مع ذكور ولا احب ممارسته مع النساء) ! وهذا حال يفرض سؤال شبيه بسؤال السيد عزيزة ويكمله :من المسؤول عن هذه الانحرافات ؟
في المثالين المذكورين نرى جذرهما وما تسبب بهما وبغيرهما من اثار نفسية واخلاقية واجتماعية وهو قرارات امريكا المتخذة قبل الغزو واخطرها قرار تحويل العراق الى دولة فاشلة تدريجيا فكان الحصار بعد الحرب الثلاثينية مقدمة لهز القيم والتقاليد واجبار بعض الناس على الردة الاخلاقية ، ولهذا كانت الخطوات الاخطر التي ادت لما نحن عليه الان من تدهور اتخذت بعد الغزو وهي حل الجيش العراقي والاجهزة الامنية وتفكيك الدولة وانهاء مركزيتها وفاعليتها فانهارت الخدمات وشكلت العصابات والميليشيات وساد الظلم والنهب والتمييز الطائفي والعنصري ،وهجر ملايين المواطنين ،وحرموا من مصادر العيش وتعرضوا للموت الفجائي الجماعي والتعذيب ...الخ .
هنا نجد السبب الرئيس لهذه الانحرافات المخطط لها امريكيا وصهيونيا وايرانيا : فعندما كان هناك عراق مركزي قوي منضبط امنيا واخلاقيا وقانونيا ويضمن لمواطنيه المساواة القانونية والعملية في الحقوق والواجبات وهي الحاضنة الطبيعية والاصلية للتضامن الاجتماعي والالفة ، ويقدم الخدمات وكافة احتياجاتهم الاساسية والثانوية كانت الانحرافات فردية وقبيحة جدا .فعراق ما قبل الغزو حفظ وحدته الوطنية وتألف مواطنية عبر مبادئ حاكمة للحكومة واجراءات ايجابية تمثلت في ضمان احتياجات الناس المادية والروحية والثقافية والمساواة الفعلية وتوفير الامن والامان ،وعبر اجراءات مكملة وداعمة لها وهي الاجراءات العقابية الصارمة لمن ينحرف عن الخط المستقيم .
ولكن حينما تتحكم في الدولة والمجتمع ميليشيات واحزاب فرضها الاحتلال وتتكون اغلبها من حثالات ولايقتصر سلوكها على النهب وابتزاز الناس فقط بل ايضا مارست هذه الميليشيات دورا اخطر وهو حماية المنحرفين والشاذين وضمهم الى صفوفها واعطاءهم السلاح ومعاملتهم كابطال او اشخاص عاديين انتعشت ظواهر التحلل الاجتماعي والاخلاقي والالحاد وضعف الهوية الوطنية لدى اوساط معينة وظهور فتن طائفية وعرقية فاصبح الشاذ والطائفي حالة منسجمة مع الواقع الجديد المصطنع.
الافقار والحرمان من اساسيات الحياة الانسانية ، بعد مراحل رفاهية او على الاقل كفاية متطلبات الانسان المادية والروحية والثقافية ، وهي حالة اوصل اليها الاحتلال الامريكي ثم الايراني شعب العراق عمدا وتخطيطا،وزوال الدولة وضبطها للمجتمع وسيادة الميليشيات والمخدرات وتفكك عوائل ادى الى تساقط كتل اجتماعية في مستنقعات تدهور القيم والروادع الاخلاقية والشذوذ وزوال المشاعر الوطنية والانسانية لدى هذه الكتل وتعاظم اللجوء للطائفة بدل الوطنية لحماية الانسان حياته ، وتحكم الغرائز والجهل والامراض الاجتماعية والنفسية والتي كانت محاصرة بقوة الطب ورعاية الدولة الوطنية لكنها اطلقت في بيئة زالت فيها دولة القانون والقيم الاخلاقية والانسانية فنهضت اشد الامراض النفسية والاجتماعية من رقادها وصارت تتحكم بالسلوك الفردي وبكتل اجتماعية .
لم قامت امريكا ومعها اسرائيل الشرقية واسرائيل الغربية بتعمد تحطيم الدولة ومنظومة القيم العليا في العراق وفرض الفقر والعوز العام وحماية الشاذين ؟
1-كي تفكك مجتمعا ما عليك اولا ان تضعف ضوابطه التقليدية من جهة وتدمر الدولة وتحولها الى دولة فاشلة من جهة ثانية ، لاجل ازالة موانع اطلاق الشذوذ وتنميته وتسييد قيمه المنحرفة في اوساط معينة من الناس وهي كلها سدود الدولة والمجتمع وتربية الناس طوال الاف السنين قيميا ووطنيا ودينيا، فتلك خطوات مطلوبة لنشوء فوضى عارمة تهدم الامن وتنشر الذعر والخوف والجوع وتوصل العراقي الى حافة الموت وعندها تبدأ الطبيعة المكتسبة منذ الاف السنين بالتبدل وتوقط طبيعة سابقة لها كانت تقوم على الانانية المطلقة من اجل البقاء.
2-كما ان تفكيك وحدة المجتمع رهن بالتجويع المنظم والقتل العشوائي وتجريد الناس من ممتلكاتهم...الخ ،والامن الفردي لا يتحقق الا عندما يستسلم الفرد لاكثر الممارسات رجعية وخطرا ومنها الانخراط في صفوف عصابات مسلحة تسرق وتقتل وتنتهك الاعراض كي تحميه وتقدم له فرصة للاكل وابعاد شبح القتل او الموت جوعا.وهذه الحاجة تدفع الناس المنتمين لطائفة او اثنية لانشاء تضامن بينها او التسلح لوقاية نفسها من خطر الاخرين فتنتعش ظواهر ما قبل الوطنية وتسود عليها .
3-كما ان امريكا منذ قيامها ثبتت في دستورها انها تحمل رسالة الى كل العالم وهي (نشر القيم الامريكية) فيه والقيم الامريكية تحمي الشاذين بقوانين زواج المثليين ،وتطلق حرية ممارسة الجنس الطبيعي للشباب والشابات وتعاقب الاهل اذا حاولوا منع بناتهم من ممارسة الجنس قبل الزواج وهذه الممارسات تدمر القواعد التي قامت عليها المجتمعات المحافظة وتحرم الشذوذ والجنس خارج الزواج ، فنشر القيم الامريكية يقوض المجتمعات غير الغربية من جذورها بجعل الفرد وتوجهاته وليس الجماعة مقرر السلوك العام . وتماثل حوافز سلوك العراقي مع حوافز سلوك المحتل الامريكي اخلاقيا واجتماعيا من ضرورات الغزو ومنع مقاومته.
4- تنفيذ اسرائيل الشرقية لخطط شبيهة تنسجم مع القيم الامريكية مثل زواج المتعة ودعم الشذوذ بكافة اشكاله والتجويع المنظم للضحايا ونشر المخدرات وترويجها على اوسع نطاق كما نراه في العراق بعد الغزو ، اضافة للرسالة الاولى لاسرائيل الشرقية وهي جعل الطائفية وليس الوطنية هي المرجعية السائدة لاجل العثور على خيول طروادة عرب يخدمون المخطط الامبراطوري الفارسي تحت غطاء الطائفية .
5-عندما ترى المعلم يدرس خصوصي فان التعليم افسد وتلك اول الخطوات الخطرة لتدمير الاساس العلمي للدولة ، واذا شاهدت شخصا لا يحترم والده فهذه هي بداية تفسخ العائلة ، واذا رأيت بنتا تقول لامها انني حامل من صديقي فتقول لها اعملي اجهاض وتربت على كتفها وتقول كوني حذرة في المرة القادمة فتيقن بان العائلة سوف تنتهي او تتفكك ، وعندما يكذب قائد سياسي يدعي انه ثوري ونزيه فانه دخل نفق التأمر والفساد ،وعندما تهتم الحكومة بالتستر على الفاسد وليس اجتثاثه فالدولة بدأت تتفسخ . وهذه بعض اهداف امريكا والاسرائيليتين الشرقية والغربية في العراق وبقية الاقطار العربية فلكي تفكك دولة ومجتمعا عليك اولاتدمير التعليم والعائلة وحرمان الناس من حق العيش الكريم . هنا نرى شيطان التمييز الطائفي والعنصري وكافة اشكال الانحراف والوحشية والتفكك الاجتماعي وتلك هي البيئة التي يحتاج اليها اي احتلال .
Almukhtar44@gmail.com
20-6-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus Shortname

الدكتور المهندس اكرم// ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد

ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد ...................................................... الدكتور المهندس اكرم// ...