#7نيسان_ميلاد_امة

اخر الاخبار

الثلاثاء، 2 يناير 2018

جومرد البياتي - إيران هي إيران

جومرد البياتي - إيران هي إيران


نراقب عن كثب الأحداث الجارية في إيران ، ونعم ، نحن مع هذا التحرك الجماهيري في إسقاط حكم الملالي المعفون ، وقد سبق وإن احتضن العراق قبل الاحتلال جماعة المعارضة الإيرانية ، منظمة مجاهدي خلق ، وهيأ لها كل سبل الراحة وحرية العمل السياسي من أجل تحرير بلدهم من الزمرة الطائفية الصفوية المجرمة ، وقد تعرض العراق بسببهم إلى قصف جوي للمناطق المحيطة بمعسكراتهم وكذلك المناطق السكنية القريبة من مكاتبهم في بغداد والمحافظات الأخرى ، والتزمت القيادة السياسية في وقتها بالحفاظ على وجودهم وحمايتهم على الرغم من الضغوط التي مورست في وقتها لإجبار العراق تسليمهم لإيران أو إبعادهم إلى خارج العراق ، ويهمنا في موضوعنا هذا أن نذكر سلفاً الحال الذي آل إليه وجود منظمة مجاهدي خلق في العراق مع بدء الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله وبعده ، لقد سلّمت هذه المنظمة مقدراتها مباشرة للأمريكان من دون أية مقاومة تُذكر وقد كان في حوزتها أسلحة مختلفة تُستخدم في تدريباتهم العسكرية على أقل تقدير ، ثم عُذِّبوا وطُردوا وقُتلوا وهُجِّروا ، ولم يتقدم ولا فصيل منهم للدفاع حتى على المعسكر الذي يقيمون فيه ومحيطه ، ولم يتقدم الاحتلال الأمريكي على أي خطوة تحميمهم من بطش زمرة العمالة المتمثلة في حكومة الاحتلال الطائفية المجرمة .

هذه المقدمة المراد منها هو أن نحدد بدقة الكيفية التي ننظر بها إلى هذه الأحداث الجارية على الساحة الإيرانية ، خاصة ، وقد تابعنا البعض الذي وصل به الحال أن يطوي آلاف السنين من الحقد الفارسي على العرب وأكثر من ألف سنة من الأحقاد المجوسية على الإسلام برمته ويؤسس سقفاً عالٍ من الأمل في تحرير البلاد العربية من كل أشكال الاحتلالات وخاصة احتلال العراق من قبل أمريكا والنظام الفارسي المجوسي متناسين أن العراق وعلى مرّ العهود التي سبقت نظام الملالي ، فليس من زمن مرّ إلا وكان العراق هدفاً لأطماع الجار الفارسي ، حتى أن العراقيين لهم أمثلة شعبية في الإيرانيين الذين يسمونهم بـ ( العجمي ) ، ولنا في ذلك أن نذكر مقولة الخليفة الراشدي ، عمر بن الخطاب ( يا ليت بيني وبين فارس جبل من نار ) .

ليست نظرة سوداوية أو حالة متشائمة هذه التي نتحدث عنها ، لا ، بل نقف بقوة مع الانتفاضة الجماهيرية في إيران من باب الموقف الإنساني الذي يدعم حق الشعوب بالحرية وحق تقرير مصيرها وحقها في العيش الذي يليق بها بالمعنى الإنساني ، هذا ما تمليه علينا مفاهيم الإسلام ومعاني العروبة وفكرنا القومي الثوري .

نقول ، إن تحرير العراق والأحواز وفلسطين ، وتحرير اليمن ولبنان وسوريا وليبيا ومصر ، وغيرها من البلاد العربية من الهيمنة والفتن الصفوية المجوسية لا يتم إلا بهمّة أبنائه الغيارى بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى القائل { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ } ، وأن الجسد العربي وما يتعرض له من الآلام لا يوجع غير العرب الخُلَّص ، ولا يتداعى لنا بالسهر والحُمّى من كان سبب دائنا ( من الداء ) .

علينا أن ننتظر ونراقب ما ستؤول إليه الأحداث في إيران وطبيعة الحكم القادم فيما إذا نجحت الجماهير الإيرانية في إسقاط حكومة الملالي القذرة ، وأول ما يجب أن نهتم به هو موقف الحكومة الإيرانية القادمة من استقلال الأحواز والعراق ، وموقفها من ميليشيات حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن ، وموقفها من الأمّة الإسلامية ومغادرة كل أشكال التخلف والبدع والهُراء والكذب المتبع في طقوس ما أنزل الله بها من سلطان ، وإذا كنا نرقب حكومة مدنية تقوم على أساس المفهوم الديمقراطي الحقيقي تتبنى مغادرة المفاهيم والنفس المجوسي ومناصبة العداء للعرب وعموم المسلمين ، عندها سنعلم أن تغييراً حقيقياً سيطرأ على المنطقة ميزته الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الداخلية للبلاد المجاورة وغيرها .

على هذا الأساس يكون موقفنا وتطلعاتنا للأوضاع التي تمر بها إيران اليوم ، ويكون لزاماً علينا استثمار ترنح العدو المجوسي وانهياره وتراجع فعله على الساحة العربية لنكوِّن موقفاً وفعلاً موحداً على الأرض أداته جماهيرنا الثورية الأبية والعمل باتجاه تحقيق وحدة الصف الوطني والصف القومي نحو بلوغ النصر وتحرير كامل تراب الأمّة العربية من دنس الاحتلال ورجس المنافقين ، وعلينا أن نفهم القول ( مصائب قوم عند قومٍ فوائد ) فهماً إيجابياً في استثمار اهتزاز العدو وليس فهماً سلبياً تواكلياً يوسم بالعجز عن تحقيق النصر والتحرير ذاتياً ، فهل ننتظر انتفاضة في الصهاينة على حكومتهم لتحرير فلسطين ؟ ، وهل لو حدثت هذه الانتفاضة عند الصهاينة ، سنصفق لهم ؟ .

لقد ابتعد البعض عن تفاعله مع مخرجات المؤتمر الشعبي العربي الذي يعتبر بحق دليل عملنا كعرب وثوريين في تحقيق مثابات النصر وتحرير أمّتنا من هيمنة وكل أشكال الاحتلالات والاستعمار الغربي المجوسي الصهيوني ، وأن المؤتمر الشعبي العربي هو المعّبِر والمعْبَر عن تطلعات جماهيرنا العربية الأبية وطريق الخلاص الوطني والقومي .

إن تحرير العراق نراه من خلال الحل الوطني الشامل الذي طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي ، ومخرجات المؤتمر الشعبي العربي ، والمؤتمر الوطني الذي طرحه ودعا إليه الرفيق المجاهد ،
خضير المرشدي ، ولا نراه من خلال انتفاضة الجماهير الإيرانية ، فإيران هي إيران .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus Shortname

الدكتور المهندس اكرم// ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد

ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد ...................................................... الدكتور المهندس اكرم// ...