#7نيسان_ميلاد_امة

اخر الاخبار

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

أنيس الهمّامي البعث فوبيا تزلزل عروش الطّغاة والجواسيس والعملاء


( مقالنا المنشور في جريدة الثّورة النّاطقة بلسان حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ قيادة قٌطر العراق / عدد تشرين الأوّل- أكتوبر 2017 )

منذ غزو العراق عام 2003 واستكمالا للحملة الدّوليّة الظّالمة على النظام الوطنيّ في العراق بقيادة حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، حرص أركان العمليّة السّياسيّة في بغداد المحتلّة على التّعرّض للحزب وقيادته وكوادره ورجالاته ومناضليه بمناسبة أو بدونها متّخذين من ذلك الفعل المشين وسيلة لانتزاع شرعيّة لهم بأيّ ثمن، ولتغطية فشلهم الذّريع وإخفاقهم المدوّي في التّعاطي مع الشّأن العامّ على كلّ الصعد وعاملين على إيهام الرّأي العامّ في العراق وخارجه بأنّ مردّ خيباتهم تلك إنّما يتأتّى من الخطر الذي يشكّله البعثيّون وفعلهم سواء الميدانيّ أو السّياسيّ أو الإعلاميّ.


لم ينقطع إذن سيل الاتّهامات الموجّهة للبعث من قبل هؤلاء الجاثمين على صدور أبناء شعب العراق ولم تكفّ ألسنتهم عن شيطنته وتشويهه حتّى بات من قبيل المسلّم به أنّه وإثر كلّ فشل جديد تؤتيه عصابات ما يعرف بالمنطقة الخضراء في بغداد المحتلّة أو فضيحة تٌمْنى بها لا يجد هؤلاء حرجا في توجيه أصابع الاتّهام مباشرة للبعث حصرا ودون سواه.
إنّ ما تمّ ترويجه من طرف المجاميع المرتبطة بالاحتلال وأذرعتها المخابراتيّة وفيالقها الالكترونيّة خلال الفترة الماضية من خبر مضمونه تحوّل وفد من حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ لواشنطن لإجراء مفاوضات ومباحثات مع المسؤولين الأمريكيّين حول الوضع في العراق ورسم معالم مستقبله لهو أكبر حجّة على مدى الإفلاس والتّخبّط الذي يستبدّ بتلك العصابات الطّائفيّة العميلة والتي دنّست أرض بلاد ما بين النّهرين بعد الغزو، كما يشي ذلك بمدى الرّعب والهواجس التي يشكّلها البعث في قرارة أنفسهم.
حيث روّج أركان العمليّة السّياسيّة المتهالكة في بغداد هذا الخبر بإطناب رغم أنّه لا يزيد عن كونه محاولة جديدة لصرف الأنظار عن حقيقة فشلها المخزي من جهة وسعي خبيث ومكشوف للتّغطية عن هول الجرائم والفظاعات التي ارتكبها أعداء العراق والحاقدون على شعبه خاصّة فيما سمّي بعملية تحرير الموصل وما سبقها وما لحقها وما خلّفته من ردود فعل محليّة وإقليميّة ودوليّة ذهبت العديد من التّقارير الحقوقيّة والإعلاميّة إلى إثبات أنّها حرب إبادة شاملة استهدفت البشر والحجر والشّجر على حدّ السّواء، إذ لا معنى ولا طائل من هذا الإصرار على التّلفيق والتّلبيس ورمي الاتّهامات الكاذبة جزافا إلاّ البحث عمّا من شأنه ضخّ بعض الأوكسجين في الجثّة المتعفّنة للعمليّة السّياسيّة وهي التي يوقن أهلها قبل غيرهم مدى تصدّعها وعجز داعميها ورعاتها خصوصا الأمريكان والفرس عن مزيد منع سقوطها الحتميّ بعد اهتراء شعبيّتها المتآكلة بطبعها والمغشوشة أصلا.
إنّ هذا الإصرار على فبركة الأخبار وتدليس الوقائع والتّجنّي خصوصا على البعث، لا يمكن تفسيره إلاّ من زاوية الشّعور بالدّونيّة تجاه البعث من طرف هؤلاء، حيث تقضّ مضاجعهم تنامي شعبيّته وتصاعد نجمه لا في العراق فحسب وإنّما في ربوع الوطن العربيّ وفي العالم بأكمله على الرغم مما أنفقته الصّهيونيّة العالميّة والدّوائر الامبرياليّة الاستعماريّة بزعامة الولايات المتّحدة الأمريكيّة من أموال طائلة ورغم ما سخّرته من منابر إعلاميّة طعّمتها بمختلف الخبرات لتشويه البعث وشيطنته وتلطيخ سمعته وبالتّالي تنفير العراقيّين والعرب منه سعيا لاجتثاثه ووأد مشروعه الرّساليّ الثّوريّ التّحرّريّ.
وإلاّ فما تفسير التّركيز على خبر تفاوض البعث مع الأمريكان بصرف النّظر عن صحّته من عدمها؟ وهل إذا كان التّفاوض مدخلا للتّشويه وللطّعن بأحد أطرافه، فماذا سيكون الحكم على من أدمن الانصياع للأوامر الأمريكيّة والرّكوع لإدارة واشنطن والإذعان المهين لإرادتها؟ أفلم تنشأ كلّ تلك الأحزاب الطّائفيّة القاتلة في أحضان غير حضن العراق وشعبه، وخصوصا في إيران ثمّ أمريكا وبريطانيا وغيرهما؟ بل ألم يكن للأمريكان الدّور الأساس في دخول هؤلاء للعراق على ظهور الدّبّابات الأمريكيّة ومتخفّين في أحذية المارينز الغزاة المحتلّين؟
إنّ البعث وكما يعلمه الأعداء قبل الأصدقاء والحلفاء، حزب مؤسّساتيّ ووريث نظام ثوريّ قوميّ يضمّ في صفوفه خيره عقول وسواعد العراق والأمّة، ويزخر بالخبرات متعدّدة الاختصاص، ويعمل وفق عقيدته القوميّة التّحرّريّة الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة ووفق منهاجه الاستراتيجيّ العامّ، وهو فوق كلّ هذا يقود أكبر مقاومة في تاريخ البشريّة كلّها وبمنتهى الاقتدار ويحوز على جميع مقتضيات إدارة الصّراع مع قوى الغزو المركّب للعراق ومخلّفاته وأدواته سواء تلك المقتضيات العسكريّة أو السّياسيّة أو الإعلاميّة أو القانونيّة.
وعليه فإنّه من بديهيّات العمل المقاوم ومن مسلّمات العمل السّياسيّ أن يجنح حزب كحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ بما هو التقاء للحزب وللمقاومة في الوقت نفسه، إلى انتهاج الخيارات المتاحة كافّة لتخليص العراق وشعبه ممّا تعرّض له من تخريب وتدمير ممنهجين ناهيك عن التّهجير القسريّ لأهله وحملات الإبادة العرقيّة المفتوحة وغيرها من الجرائم الطّائفيّة المعلومة للجميع، ومنعا لما يترصّده من أخطار. فلا موانع ولا حواجز أمام البعث لطرق كلّ الأبواب والسّير في كلّ المسالك المؤدّية للهدف الأغلى والأعلى والأسمى ألا وهو العمل على إيقاف النّزيف المتواصل في العراق والحؤول دون تقسيمه وفَدْرَلَتِه بالإضافة لقطع دابر العمليّة الاحتلاليّة برمّتها وما تفرّع عنها عسى ذلك يساعد شعب بلاد ما بين الرّافدين على التقاط انفاسه وحقن دمائه ومعاودة البناء والتّعمير وإصلاح ما أفسده الغزو الآثم وما ارتكبه أعوانه وبيادقه من جرائم تشيب الولدان. بل إنّه لا غلوّ في القول إنّ أحد أهمّ واجبات البعث في هذه المرحلة هو التّفاوض من أجل الوصول إلى تلك الغايات السّامية وهو ما لا يتناقض أبدا مع متطلّبات المقاومة.
ولا مناص ههنا من التّذكير بما أعلن عنه البعث مرارا في رؤاه وبرامجه ومشاريعه ومقترحاته السّياسيّة للحلّ الشّمال للقضيّة العراقيّة والتي عاود تفصيلها بإسهاب منذ أشهر قليلة ولم يخف استعداده التّام والمبدئيّ للحوار والتّفاوض مع كلّ جهات العالم قاطبة باستثناء العدوّ الصّهيونيّ لبلوغ حلّ نهائيّ للقضيّة العراقيّة عمادها إلغاء كلّ ما تولّد عن الغزو وإعداد دستور يؤسّس لدولة مدنيّة تعدّدية تقوم أساسا على تدعيم مفهوم المواطنة وتضمن سيادة العراق وحرّيته واستقلاله بعيدا عن أيّ وصاية، وهو الأمر الذي أرسلت بشأنه جهات دوليّة وإقليميّة نافذة عديد الإشارات الإيجابيّة، ما يجعل من التّحصّن بمثل هذا الخبر عن تحوّل وفد مفاوض لواشنطن واعتباره مثلبة وفعلا سلبيّا يحسب ضدّ البعث، ضربا من ضروب الادعاء الباطل والأجوف ومعبّرا حقيقيّا عن حجم التّخبّط الذي ينسف العمليّة السّياسيّة في بغداد المحتلّة.
وبالعودة لترويج خبر المفاوضات، يتوجّب علينا توضيح أمرين في منتهى الأهمّيّة:
1- إنّ البعث وبالنّظر لما أشرنا إليه انفا حول طبيعته المؤسّساتيّة إضافة لعقيدته التّنظيميّة وصبغته الجماهيريّة، لا يمكن أن يخفي أمر مثل هذه الخطوات على جماهير العراق والأمّة وعلى مناضليه وجهازه الحزبيّ إلاّ بما تمليه طبيعة المهامّ وتقتضيه من واجب التّحفّظ والسّرّية المرحليّة. فذلك يتناقض كلّيا مع أسلوبه في العمل وخاصّة مع ما شدّدت عليه قيادة البعث كثيرا من ضرورة انتهاج أسلوب المكاشفة والمصارحة مع جماهير الأمّة العربيّة ( راجع خطاب الأمين العامّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ عزّة إبراهيم بمناسبة الذّكرى السّبعين لتأسيس الحزب ).
2- لقد سبق للنّاطق الرّسميّ باسم البعث الدّكتور خضير المرشدي تكذيب مثل هذا الخبر منذ سنة تقريبا حيث تمّ تزويره ونسبه إليه، ولقد عاود نشر التّكذيب وبيّن بالدّقّة المطلوبة زيف هذه الأخبار وغايات الواقفين وراءها.
وفي الحقيقة، فإنّ معاودة ترويج هذا الخبر تزامن مع كثير من القراءات والتّحليلات التي ذهب أصحابها إلى التّركيز على تنامي شعبيّة البعث في الأوساط الجماهيريّة داخل العراق وخصوصا لدى شبابه وكثير منهم من الذين لم يعاصروا دولة النّظام الوطنيّ في العراق بقيادة البعث وفي مناطق الجنوب والفرات الأوسط وهي التي عدّتها تقديرات رعاة العمليّة السّياسيّة سيّما الفرس وصنّفتها على كونها موالية لها، وهذه الحقائق تتلمّسها المنظومة الحاكمة في بغداد المحتلّة أكثر من غيرها، فهي تتابع بإحباط كبير التّقارير الإعلاميّة والمقاطع المصوّرة لشباب عراقيّين يهتفون بحياة صدّام حسين وينظّمون مسيرات كتلك التي خرجت في النّجف صادحين مترنّمين بأهازيج وشعارات تمجّد البعث وتصبّ جام سخطها وحقدها على الأحزاب الطّائفيّة وتلعن أدوارها القذرة في ما حلّ بالبلد من مصائب ومآسي، هذا بالإضافة لتمزيق الصّور والملصقات الدّعائيّة للخميني والخامنئي وغيرهما من رموز نظام الملالي المسيطر على تلابيب المشهد السّياسيّ في العراق على المستوى الرّسميّ فضلا عن عدد من المظاهرات الأخرى التي حشّدت لطرد المالكي وأعوانه في أكثر من محافظة عراقيّة.
هذا ويبقى من أكبر علامات الاستهجان والبلادة والتّكلّس الفاضح والرّعب المسيطر على أركان العمليّة السّياسيّة المتهاوية في بغداد المحتلّة والسّابحين في أفلاكهم والمرتبطين بهم من إعلاميّين وميليشيّات الكترونيّة، العنوان الذي اختير لتسويق أمر التّفاوض حيث جعلوه " حزب البعث جناح عزّة الدّوري يفاوض أمريكا " وهو ما يبرهن على مساعيهم الخبيثة للإيحاء بأنّ الحزب منقسم إلى أجنحة وتكتّلات يتبع كلّ منها لزعيم ارتضوه، وهذا لهو العبث بعينه وفيه من الأمانيّ ما لا يخطر ببال إذ من المعلوم ومن الثّابت عند هؤلاء قبل غيرهم أنّ البعث أشدّ تماسكا على المستوى التّنظيميّ وأقوى شكيمة وأصلب عودا من أيّ وقت مضى يعمل وفق آليّاته وعقيدته الفكريّة والتّنظيميّة، ويلتفّ البعثيّون كافّة في العراق وفي الوطن العربيّ والمهجر تحت إمرة وإشراف القيادة القوميّة بقيادة الأمين العامّ عزّة إبراهيم وهو الذي أظهر من الصّرامة والحزم وحسن التّصرّف في الكادر البشريّ إعدادا وتأهيلا واختبارا فيما بعد للمهامّ سياسيّة أو ميدانيّة أو إعلاميّة أو غيرها، بما يتوافق مع خبرته التّنظيميّة والنّضاليّة والجهاديّة الطّويلة والحافلة مآثر وبطولات والمستمرّة لأكثر من نصف قرن منذ انخراطه في الحزب وتدرّجه في مختلف رتبه التّنظيميّة، خسئ وخاب من ادّعى أو لمّح لما في قلوب هؤلاء الخرّاصين من مرض..
إنّ هذا النّهج الذي تصرّ عليه حكومة الجواسيس في بغداد المحتلّة من ترصّد البعث والبعثيّين وتشويههم وإطلاق الاتّهامات عليهم تعكس بوضوح تامّ حقيقتين لا ثالث لهما، الأولى إدراك هؤلاء الوافدين إلى عوالم السّياسة بمحض الصّدفة ونتيجة الإثم والخطيئة الامبرياليّة الكبرى المتمثّلة باحتلال العراق وغزوه، لحقيقة الانهيار الوشيك لمشروع الغزو كاملا، والثّانية القناعة الرّاسخة بأنّ الغزو فشل في أحد أهمّ رهاناته ألا وهو وأد المشروع الوطنيّ والقوميّ والإنسانيّ لحزب البعث واجتثاثه وهي المهمّة الأبرز لتحقيق باقي المخطّطات الصّهيونيّة والامبرياليّة القاضية بمعاودة رسم خريطة الوطن العربيّ وتفتيته، لتقرّ رسميّا من حيث أرادت العكس، باتّساع قواعد البعث وتصاعد النّسب الكبيرة في الإقبال عليه وهذا كابوس يقضّ مضاجع جميع العملاء والخونة.

أنيس الهمّامي
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Disqus Shortname

الدكتور المهندس اكرم// ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد

ساسة امريكا تردد شعارات البعث واحاديث القائد المجاهد ...................................................... الدكتور المهندس اكرم// ...