تنظيمات ذو الفقار لجزب البعث العربي الاشتراكي
من هو المستفيد ومن هو المتضرر من تلفيق (قومية شيعية) واخرى (قومية سنية) متطاحنتان بعدائية مصطنعة حتى الموت ؟
1-ليس ثمة شك في ان المتضرر الاكبر هو الشعب العربي كله من موريتانيا الى اليمن ، خصوصا في العراق وسوريا ومصر التي بدأت الحرب السرية عليها بوضع خطة اجبارها على الاستسلام
بقطع مياه النيل عنها واشعال الفتن فيها خصوصا الطائفية ، ثم بقية الاقطار العربية والتي ستشهد عمليات تفتيت شامل ومنظم لهويتها ولوحدتها الوطنية .فالشيطان الان واقف امامنا بطوله وعرضه يشعل الحرائق ويديمها ويمنع توقفها مبيدا ملايين العرب ومشردا اكثر من 15 مليون عربي فقط من العراق وسوريا من ديارهم ووطنهم .
2- بيد هذا الشيطان ثلاثة اعلام : علم العم سام وعلم بني صهيون وعلم بابك الخرمي جد خميني وخامنئي وحسن نصرالله فهؤلاء هم المستفيدون الرئيسيون من كوارثنا والحاصدون لثمرات ما زرعوه مبكرا في ارضنا ، فامريكا هي المهندس الاعظم – هل تعرفون ما معنى المهندس الاعظم ؟- والتي يرتبط حل ازمتها البنيوية بتحقيق ما سبقت الاشارة اليه ، واسرائيل الغربية التي لاتملك حتى مقومات الحد الادنى لدولة متوسطة تستمد قوتها وتضمن مستقبلها بتوسع اقليمي على حساب العرب وبالاعتماد على ثرواتهم الطبيعية ، اما اسرائيل الشرقية فانها الطرف الاخر المستفيد مما يجري لان (القومية الشيعية) مصممة لازالة العقبة الاكبر امام مشروعها الامبراطوري الفارسي.
3-وبديهي ان ظهور (القومية الشيعية) يجر حتما وكما خطط المهندس الاعظم الى ظهور (القومية السنية ) في انتقالة نوعية من الصراع الطائفي السني الشيعي وهو صراع سياسي في المقاوم الاول ولم يصل في جوهره الى قاع الجماهير العربية السنية والشيعية التي مازالت لحمتها الوطنية اقوى من كل الفتن والكوارث ، ولكن بواسطة (القومية الشيعية) يراد الوصول لقاع الجماهير وافساده !
4-(القومية الشيعية) غطاء للقومية الفارسية وخادم لها مباشرة لان اختراق العرب باسم القومية الفارسية فشل كما اثبتت تجارب كثيرة اخرها تجربة الشاه محمد رضا بهلوي ، فالغزو والتوسع الامبريالي الايراني باسم القومية الفارسية وحد العرب ضداسرائيل الشرقية ، وهذا هو الدرس الاكبر الذي تعلمته النخبة القومية الفارسية فصنّعت اولا الفتنة الطائفية باسم التشيع ثم انتقلت بعد ان وصل ذروته التمهيدية الى مستوى اخر وهو اعلان ولادة (قومية شيعية) لاجل استقطاب عرب شيعة مضللين وعندها يشق العرب ويتكون جيش عقائدي (قومي شيعي) يقاتل العرب الاخرين وهذا هو اهم اهداف القوميين الفرس والمتطرفين الصهاينة والمخابرات الامريكية ، فالصراع الطويل والذي فشلت في كسبه كافة القوى الاستعمارية الغربية واسرائيل الغربية وشاه ايران خطط له كي يحقق الهدف المركزي وهو انهاء القومية العربية عن طريق اشعال نيران حروب بين (القومية الشيعية) و(القومية السنية) وهذا ما نرى مقدماته الان .
5-الانتقال الى الصراع الطائفي الاقليمي المسيطر عليه – وليس الحرب العسكرية - بين تركيا السنية واسرائيل الشرقية الشيعية وخير وسيلة لتعزيز القوميتين الشيعية والسنية وتكريسهما لان ذلك كفيل بشق العرب وجعلهم ادوات بيد الفرس والترك وهو شرط مسبق لادامة الصراع الاقليمي وضبطه بنفس الوقت .
6-واضح كل الوضوح ان فبركة قومية شيعية هو اعتراف مباشر بان القومية العربية هي اللحمة الاقوى والاكثر تأثيرا في الجماهير العربية وكما اكدت تجارب عبدالناصر والبعث ، وبناء عليه فانها القوة الوحيدة القادرة على ضمان اللحمة العربية على المستوى العربي وضمان اللحمة الوطنية داخل كل قطر عربي ، ولنتذكر بان تصاعد نفوذ الاسلام السياسي جلب لنا كوارث التشرذم والصراعات البينية وحول الدين الى اداة ابادة وتشريد وقتل لا يرحم ، والسبب واضح جدا فالهوية القومية العربية توفر اهم شروط الاستقرار والتوحد والاندماج العضوي بين المواطنين العرب لانها تقوم اساسا على فكرة مساواة كل عربي بالعربي الاخر وبغض النظر عن خلفيته الاثنية والدينية والطائفية...الخ ، من هنا فان الاعتراف بقوة وتفوق الرابطة القومية على ماعداها في هذا المجال دفع النخب الفارسية وبالتعاون مع حكماء بني صهيون ومافيات العم سام لتصنيع القومية الشيعية والاعداد لطرح نقيضها ومكملها الطبيعي القومية السنية .
7- ولكن وبعد كل ما قدمناه من معلومات وتحليلات مكروهة وتبعث على الحزن هناك ما يفرح : فالواقع المعاش يقول ويؤكد بان القومية اليهودية مشروع فشل رغم مرور اكثر من ستة عقود على انشاء اسرائيل الغربية ورغم امتلاكها امكانات هائلة مالية وسياسية تفوق امكانات اسرائيل الشرقية بالاف المرات، لان القومية ليست مجرد رغبة او قرار ارادي بل هي عملية تاريخية تفاعلية تحتاج لمقومات متعددة منها الانصهار الطبيعي وليس الاصطناعي للبشر ويستمر مئات السنين على الاقل وهو ما ينتهي بتكوين هوية مشتركة في نهايته تطمر الهويات السابقة ، وهذا لم يحصل حتى الان في اسرائيل الغربية والمستوطنين الصهاينة مازالوا يقدمون انفسهم بهوياتهم القومية الاصلية دون تقديم انفسهم كقوميين يهود .
بل ان امريكا المهندس الاعظم لكوارثنا ذاتها لم تصبح امة ولا قومية بل هي مازالت عبارة عن كتل سكانية لايربطها اطار وهوية قومية بل مصلحة نفعية صرفة والامريكي فاقد للهوية القومية ومازال يقول انه فرنسي او صيني او عربي وربما هويته الوحيدة هي نزعته الاجرامية الجامحة لابادة الاخرين وقتل حتى مواطنيه كما نرى يوميا ، ومازالت اقوال ترامب وستبقى ترن في اذاننا وهو يقول (كان يجب اخذ نفط العراق والسعودية) !!! فاذا كانت اسرائيل الغربية بكل نفوذها وامكاناتها التي تفوق امكانات اسرائيل الشرقية بمراحل كثيرة واذا كانت امريكا بجبروتها وتقدمها المذهل تكنولوجيا قد فشلت في تصنيع هوية قومية فكيف نتوقع من مشروع مخابراتي ايراني مؤقت عمره سنوات قليلة ان يتحول الى قومية متماسكة واقعيا وليس عاطفيا ؟
8-ومثلما فشل مشروع تحويل اليهودية الى قومية فان مشروع تحويل الطائفية الشيعية الى قومية سيفشل حتما وباسرع مما فشل المشروع الصهيوني، وهو ما تعرفه النخب القومية الفارسية مثلما تعرفه النخب الصهيونية والعقل الاجرامي المتطرف للنخب الحاكمة في امريكا . لهذا فان السؤال الاهم هو: لم اذا يطرح مشروع القومية الشيعية الان اذا كان من لفقه يعرف انه سيفشل حتما ؟ الجواب واضح : نشر الفوضى الهلاكة ودفع الاقطار العربية تحديدا الى محارق الموت الجماعي والهجرة الملايينية وتحويل العرب الى شراذم متناثرة لا يربطها شيء وهو جزء اصيل من المخط الصهيوامريكي. امريكا ومنذ ظهرت هي محرقة للبشرية وكما انها اعظم مطور للتكنولوجيا فانها اكبر قاتل للبشر ولاستعبادهم. الان تخطط امريكا لاشعال مذابح بين شيعة العراق انفسهم بعد ان تقوم القومية الشيعية بدورها المرسوم في الحاق المزيد من الكوارث بالسنة العرب .
9-القومية الشيعية هي غطاء لاكمال عملية تهجير مسيحيي الشرق والصابئة واليزيديين في اكبر عملية تغيير سكانية مطلوبة لتمهيد الطريق لسحق العرب شيعة وسنة على اساس انهم يعادون كل غير مسلم ويكرهون انفسهم ولا يكفون عن الحرب ونشر العنف والارهاب . اليس هذا ما تحتاج اليه اسرائيل الغربية لفرض يهوديتها ؟
10- لايهم النخب الفارسية مصير الشيعة العرب بعد الفشل الحتمي في انشاء كيانات شيعية انفصالية مادام ذلك يوصل النخب الفارسية والنخب الصهيونية والاوربية والامريكية الى هدفها المشترك الرئيس وهو تفتيت الاقطار العربية وابادة اكبر عدد ممكن من العرب سنة وشيعة ومن اي ديانة اخرى ، وانهاء القومية العربية وما نراه الان يؤكد ذلك بلا اي شك . انظروا ماذا يحدث للشيعة العراقيين ؟ انهم يتشرذمون بلا توقف ! وانظروا للسنة العراقيين انهم كالشيعة يتشرذمون بلا توقف وهذا هو المطلوب لاجل اكمال الهدف المركزي وهو التدمير الشامل للاقطار العربية ومحو الهوية القومية العربية وقيام كيانات مجهرية قزمية محلها تدور في افلاك امريكا والاسرائيليتين الغربية والشرقية .
11-الان المطلوب امريكيا وصهيونيا وايرانيا قيام كتل شعبية سنية تعذبت بصورة غير مسبوقة بالدعوة لكيان خاص بها ( فدرالية او كونفدرالية او الانفصال ) حتى لو قسم العراق !!! وهذه لحظة وضعتها الصهيونية الامريكية تلاقت مع ما تريده الصفوية الفارسية وما البدء بالحديث عن قومية شيعية الا تمهيد وتبرير لاطلاق دعوة اخرى وهي القومية السنية ، انها مرحلة الشرذمة غير المحدودة والمتعاقبة ، وبكافة اشكالها وصيغها وعلى كافة المستويات ، انه المشروع الصهيوني الاصلي الذي يخدم الهدف الامبريالي الرأسمالي الرئيس وهو الاستحواذ على ثروات العرب بكافة انواعها ، وهو كذلك المشروع الفارسي الاصلي الذي وضع له شعارا واضحا منذ 1400 عام وهو (تدمير ملك العرب ) انتقاما من اسقاط الامبراطورية الفارسية من قبل العرب ،ومقدمة لانشاء الامبراطورية الفارسية التي حلمت بها النخب القومية طوال قرون خصوصا وان الامبراطورية الفارسية كأسرائيل التوراتية لن تقوم الا بالاعتماد على موارد العرب المادية ومياههم وبشرهم .
12- ما معنى كل ما تقدم ؟ الفكرة الجوهرية وراء تلفيق القومية الشيعية مع القومية السنية هو توأمتهما مع (القومية اليهودية ) في اكبر تزييف لمعنى القومية ومضمونها الانساني الطبيعي وجعلها مجرد عربة تنقل سموم الموت الجماعي للناس العاديين بعد ان تطلى بصبغ جذاب للسذج . انه عصر اعتبار الابادة الجماعية للملايين من العرب وغيرهم (خير ونفع للبشرية) كما يبشر البيت الابيض وكما ينص مفهوم الجوييم اليهودي الذي يسوغ ابادة غير اليهود واستعبادهم واغتصاب نساءهم ومالهم . وعلينا ان لا نغفل ما يجري فقاتلنا هو امريكا والسكين التي تذبجنا بها هي اما قاسم سليماني او توأمه الطبيعي ابو بكر البغدادي .
13- ما يجب ان يثبت ويبقى هاديا لنا هو ان حياة كل انسان، سواء كان عربيا او اجنبيا مسلما او مسيحيا او من اي ديانة اخرى، ثمينة ويجب حمايتها من القتل والاضطهاد والتهجير فما لم يثبّت هذا المبدأ فان البشرية تتجه نحو الفناء ، فكيف اذن حياة الشيعي العربي والسني العربي والمسيحي العربي والصابئي العربي والكردي العراقي ؟ انهم اخواننا واهلنا وحمايتهم واجبنا الرئيس فما قيمة الثورة والتحرير بدون حماية الانسان وكرامته وهويته وحريته اولا ؟
انتصار امتنا العربية حتمي ولاشك فيه وعلى عكس ما يطفو على السطح ، ويجب ان نتعلم من الصهاينة الذين انتظروا اكثر من الفي عام تحقيق حلمهم الملفق والاسطوري ، كما يجب تذكر ان القوميين الفرس الذين اقسموا منذ فرض عليهم الاسلام على تدمير ملك العرب وخططوا بتفاصيل كاملة فاخترقونا ونشروا اسلام اسطوري ملغوم ومزيف والان يقطفون ثمار تخطيطهم واصرارهم على باطلهم ، ونحن لدينا حق وحقوق وعلينا ان نواصل النضال بلا هوادة من اجلها ومهما بدت الاوضاع مجافية لنا فالفجر لايأتي الا بعد ظلام دامس لانرى فيه شيئا سوى اشباح تتعملق وتتصاغر تبعا للوقت .
Almukhtar44@gmail.com
13-10-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق